ثم رجع الى الحسين (ع) وقال يا ابه العطش قتلني وثقل الحديد قد اجهدني (١) فبكى وقال واغوثاه قاتل قليلا فما اسرع الملتقى بجدك محمد صلى الله عليه وآله ويسقيك بكاسه الاوفى فرجع الى موقف نزالهم ومازق مجالهم فرماه منقذ بن مرة العبدى فصرعه واحتويه القوم فقطعوه فوقف (ع) [عليه] (٢) وقال قتل الله قوما قتلوك فما اجراهم على الله وعلى انتهاك حرمة الرسول واستهلت عيناه بالدموع ثم قال على الدنيا بعدك العفاء.
وخرجت زينب اخت الحسين تنادى يا حبيباه وجاءت فاكبت عليه فاخذها الحسين فردها الى الفسطاط.
وكانت عترة (٣) الحسين في طعانهم ونجابتهم والاقدام على الكماة وشجاعتهم (٤) كما قال الشاعر ابن حيوس :
وخيطة يلقى الردى تبعا لها |
|
إذا مرقت في الاسد منها الثعالب |
اسافلها في ابحر من اكفهم |
|
طمت واعاليها نجوم ثواقب |
تضئ مثار النقع وهي طوالع |
|
وتبنى منار العز وهي غوارب |
قال حميد بن مسلم وخرج غلام كان وجهه شقة قمر فقال لي عمرو ابن سعيد بن نفيل الازدي لاشدن عليه فقلت وماذا تريد منه فشد عليه وضربه فوقع الغلام على وجهه ونادى يا عماه فجلى الحسين عليه كما يجلى الصقر وضربه بالسيف فاتقاه بالساعد فابانها من المرفق فصاح صيحة سمعها أهل العسكر ثم تنحى عنا الحسين (ع) وحملت خيول أهل الكوفة ليستنقذوه فوطاته بارجلها حتى مات.
ورايت الحسين (ع) قائما على راس الغلام وهو يفحص برجله وهو يقول بعدا لقوم قتلوك ومن خصمهم يوم القيامة فيك جدك ثم قال عز والله على عمك ان تدعوه
__________________
١ ـ في النسخة الحجرية : جهدني.
٢ ـ من النسخة الحجرية.
٣ ـ في النسخة الحجرية : عمرة.
٤ ـ أخرج نحوه في البحار : ٤٥ / ٤٣ عن مقاتل الطالبين : ٧٦.