عمر بن سعد ما تنتظرون بالرجل وأمر سنان (١) بن انس ان يحتز راسه فنزل [يمشى إليه] (٢) وهو يقول امشى اليك واعلم انك سيد القوم (٣) وانك خير الناس أبا واما فاحتز رأسه ورفعه الى عمر بن سعد فاخذه فعلقه في لبب فرسه وفي ذلك قلت :
لقد فجع الدين الحنيف بما جرى |
|
على السبط والهادي النبي سفيره |
وأي امرئ يلقاه في عظم رزئه |
|
غداة غدت كفا سنان تبيره |
وهذا سنان اخذه المختار فقطع يديه ورجليه واغلى قدرا ملئت زيتا وطرحه فيه وهو حى (٤).
قال هلال بن نافع انى لواقف في عسكر عمر بن سعد إذ صرخ صارخ ابشر ايها الامير قد قتل الحسين فبرزت بين الصفين وانه ليجود بنفسه فوالله ما رايت احسن منه ولقد شغلني نور وجهه وجمال هيبته (٥) عن الفكرة في قتله.
وطلب منهم ماء فقال له رجل والله لا تذوقه حتى ترد الحامية فتشرب من حميمها فقال بل ارد على جدي رسول الله واسكن معه في مقعد صدق عند مليك مقتدر واشرب من ماء غير آسن واشكو إليه ما ارتكبتم مني وفعلتم بى.
فغضبوا باجمعهم حتى كأن الرحمة سلبت من قلوبهم.
ورويت ان غاضرة بن فرهد قال ان أبا بكر الهذلى لما قتل الحسين (ع) بكى حتى اختلج منكباه وقال واذلاه لامة قتل ابن دعيها ابن نبيها.
__________________
١ ـ في النسخة الحجرية : لسنان.
٢ ـ من النسخة الحجرية.
٣ ـ في النسخة الحجرية : السيد المقدم.
٤ ـ البحار ٤٥ / ٥٤ عن اللهوف : ٥٢.
٥ ـ في النسخة الحجرية : هيئة.