بفيك الكثكث والاثلب (١) افتخرت بقتل قوم زكاهم الله في كتابه وطهرهم واذهب عنهم الرجس فاقع كما اقعى ابوك وإنما لكل امرئ ما اكتسب احسدتمونا على ما فضل الله به؟
فما ذنبنا ان جاش دهرا بحورنا |
|
وبحرك ساج (٢) ما يواري الدعامصا (٣) |
«ذلك فضل الله يؤتيه يشاء» (٤) «ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور» (٥).
فضج الموضع بالبكاء والحنين وقال حسبك يا ابنة الطيبين احرقت قلوبنا واضرمت اجوافنا فسكتت.
قال وخطبت ام كلثوم بنت علي عليه السلام من وراء كلة وقد غلب عليها البكاء فقالت يا أهل الكوفة سوءة (٦) ما لكم خذلتم حسينا وقتلتموه وسبيتم نساءه ونكبتموه ويلكم اتدرون أي دواه دهتكم وأي وزر على ظهوركم حملتم [وأي دماء سفتكم] (٧) وأي كريمة اصبتموها وأي اموال انتهبتموها قتلتم خير رجالات بعد النبي صلى الله عليه وآله الا ان حزب الله هم الفائزون وحزب الشيطان هم الخاسرون.
ثم قالت :
قتلتم اخي صبرا فويل لامكم |
|
ستجزون نارا حرها يتوقد |
سفكتم دماءا حرم الله سفكها |
|
وحرمها القرآن ثم محمد |
الا فابشروا بالنار انكم غدا |
|
لفى سقر حقا يقينا تخلدوا |
وانى لابكى في حياتي على اخى |
|
على خير من بعد النبي سيولد |
بدمع غزير مستهل مكفكف |
|
على الخد منى ذايبا ليس يحمد |
__________________
١ ـ الكثكث والاثلب : كلمتان مترادفان ومعناهما : دقاق الحصى والتراب. راجع نهاية ابن الاثير.
٢ ـ قليل الماء.
٣ ـ أسافل البدن.
٤ ـ الجمعة : ٤.
٥ ـ النور : ٤٠.
٦ ـ قبحاً.
٧ ـ من النسخة الحجرية.