فأمر ابن زياد فضرب عنقه وصلب في السبخة (١).
ثم دعا بجندب بن عبد الله الازدي وكان شيخا فقال يا عدو الله الست صاحب أبي تراب قال بلى لا اعتذر منه قال ما ارانى الا متقربا الى الله بدمك قال اذن لا يقربك الله منه بل يباعدك قال شيخ قد ذهب عقله وخلي سبيله (٢).
وبعث عبيد الله بن زياد الى المدينة عبيد الله بن الحرث السلمي وكان واليها إذ ذاك عمرو بن سعيد بن العاص وقال له لا يسبقنك الخبر إليه قال فلقينى رجل قال ما الخبر قلت الخبر عند الامير تسمعه فقال انا لله قتل الحسين فدخلت على عمرو وقال ما وراءك فاخبرته فاستبشر وأمر ان ينادي بقتله.
ثم تمثل ببيت عمرو بن معدي كرب الزبيدي :
عجت نساء بني زياد عجة |
|
كعجيج نسوتنا غداة الارنب (٣) |
ويحسن ان اورد شعرى هذا في معناه مسفها له في بشراه :
يستبشرون بقتله وبسبه |
|
وهم على دين النبي محمد |
والله ما هم مسلمون وانما |
|
قالوا باقوال الكفور الملحد |
قد اسلموا خوف الردى وقلوبهم |
|
طويت على غل وحقد مكمد |
وروى ان يزيد بن معاوية بعث بمقتل الحسين الى المدينة محرز بن حريث بن مسعود الكلبي من بني عدى بن حباب ورجلا من بهراء (٤) وكانا من افاضل أهل الشام.
__________________
١ ـ أخرجه في البحار : ٤٥ / ١١٩ عن اللهوف : ٦٩.
٢ ـ عنه البحار : ٤٥ / ١٢١.
٣ ـ أخرجه في البحار : ٤٥ / ١٢٢ عن ارشاد المفيد : ٢٧٨.
٤ ـ بهراء : قبيلة من قضاعة «مجمع البحرين».