الفصل التاسع عشر
فيما نذكره من فضل صلوة الظهر وصفتها وبعض اسرارها
وجملة من تعقيبها وسجدتي الشكر وما يتبعها
إذا فرغ العبد من الاقامة والدعاء بعدها وكان كما حررناه وهو بين يدى الله جل جلاله بقلبه وقالبه كما يكون العبد بين يدى مولاه إذا كان مولاه يراه.
فينبغي ان يكون على خاطره زيادة على ما قدمناه ان هذه الصلاة يطفى بها نيرانا قد اوقدها على حريق مهجته وحريق كلما يملكه في دنياه وآخرته وانها قد شرعت في الحريق فيكون اهتمامه بالصلاة على اتم التوفيق كما لو وقعت النيران في داره في الدنيا أو قماشه واحرق ولده أو احرق عياله العزيزين عليه وكادت ان يصل حريقها إلى جسده لما رواه جماعة من اصحابنا ورواه الشيخ أبو جعفر بن بابويه فانه ثقة فيما يرويه معتمد عليه.
وقد ذكر شيخنا السعيد أبو جعفر الطوسى قدس الله روحه في الفهرست طرفا من الثناء عليه ونبهنا على زيادة ما اشار إليه في كتاب غياث سلطان الورى لسكان الثرى فقال أبو جعفر بن بابويه في كتاب من لا يحضره الفقيه عن النبي صلى الله عليه وآله انه قال ما من صلاة يحضر وقتها الا نادى ملك بين يدى الناس قوموا إلى نيرانكم التى اوقدتموها على ظهوركم فاطفئوها بصلاتكم.
وروى هذا الحديث جدى أبو جعفر الطوسى في تهذيب الاحكام باسناده عن عبد الله بن عبد الله الدهقان عن واصل بن سليمان عن عبد الله