قلت انا وكيف لا يشكو لسان الحال إذا لم يقع الشكوى من بيان المقال ونحن على ما شرحناه بعضه من سوء الاعمال ولقد بلغ جهل مماليكه وعبيده إلى انه خلقهم وحده جل جلاله وما شركه احد في خلقهم وتقديرهم فقال جل جلاله منبها لهم على انفراده جل جلاله بانشائهم وتدبيرهم نحن خلقناكم فلولا تصدقون افرأيتم ما تمنون ء انتم تخلقونه ام نحن الخالقون وقال جل جلاله ما اشهدتهم خلق السموات والارض ولاخلق انفسهم وما خلقهم حتى هيأ لهم الارضين مهادا والسماء سقفا ولم يجعل لها عمادا والجبال للارض اوتادا واجري لهم الانهار وغرس لهم الاشجار ورتب لهم الليل والنهار وبالغ في عمارة هذا المسكن والدار وكلما يحتاجون إليه مدة الاعمار وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها ان الانسان لظلوم كفار ثم رباهم بالرفق والاكرام ثم صاحبهم بعد البلوغ بالجميل والاحترام وقال جل جلاله ولقد كرمنا بنى آدم وحملناهم في البر ولبحر ولما اساؤا العبودية عاملهم بالعفو والتستر فلاحق الانشاء عرفوا ولا بحقوق التربية اعترفوا ولا عند حقوق الصحبة الجميلة وقفوا ولا من ستره وحلمه استحيوا أو انصفوا ولا بحق الملكة والسيادة قاموا لجلاله ولا بحق العبودية نهضوا لاقباله ولا لاجل جوده ووعوده ولا لاجل تهديده ووعيده وبلغ الامر إلى ان تصرفوا في انفسهم تصرف الاحرار فلا ترى على الوجوه والحركات والسكنات انهم في حضرة مولاهم الذى يريهم فيكون عليهم ذل العبودية والانكسار وكان هذا من اصعب الاخطار.
ثم اعارهم دارا إلى وقت معلوم وعرفهم انه يخرجها منهم إلى غيرهم بتقدم ورسول ومرسوم فتصرفوا فيها تصرف المالكين ولما جاء