قال ثم قال اراقد انت يا نوف قال لا يا امير المؤمنين ما انا براقد ولقد اطلت بكائى هذه الليلة فقال يا نوف ان طال بكاؤك في هذا الليل مخافة من الله عزوجل وقرت عيناك غدا بين يدى الله عزوجل يا نوف انه ليس من قطرة قطرت من عين رجل من خشية الله الا اطفأت بحارا من النيران يا نوف انه ليس من رجل اعظم منزلة عند الله من رجل بكى من خشية الله واحب في الله وابغض في الله يا نوف من احب في الله لم يستأثر على محبته ومن ابغض في الله لم ينل مبغضيه خيرا عند ذلك استكملتم حقايق الايمان ثم وعظهما وذكرهما وقال في اواخره فكونوا من الله على حذر فقد انذرتكما ثم جعل يمر وهو يقول ليت شعرى في غفلاتي امعرض انت عنى ام ناظر إلى وليت شعرى في طول منامي وقلة شكرى في نعمك على ما حالى قال فوالله ما زال في هذا الحال حتى طلع الفجر.
ومن صفات مولينا على عليه السلام في ليلة ما ذكره نوف لمعوية بن ابى سفيان وانه ما فرش له فراش في ليل قط ولا اكل طعاما في هجير قط وقال نوف اشهد لقد رايته في بعض مواقفه وقد ارخى الليل سدوله وغارت نجومه وهو قابض بيده على لحيته يتململ تململ السليم ويبكى بكاء الحزين والحديث مشهور ونخاف ان تمل ايها العبد مما يقر بك من مالك يوم النشور.
يقول السيد الامام العالم العامل الفقيه العلامة رضى الدين ركن الاسلام أبو القاسم على بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد بن الطاوس شرف الله قدره واسمى ذكره واياك ان تقبل قول من يقول هذا تكليف الابرار الامجاد واننا ما كلفنا باتباعهم في العبودية والاجتهاد فلولا خوفى