إذا معذورون.
فمثاله مثال عبد ادخله مولاه حضرته ومكنه ان يسئل مهما شاء فيعجل اجابته أو يعمل كل عمل صالح فيضاعف كرامته فشرع ذلك العبد يفتش زوايا المجلس ويسئل من هناك من الغلمان ويلتمس رقعة يكتب فيها وصية يسندها إلى بعض من هناك من اتباع السلطان إذا اخرجه موليه من حضرة الامكان وغلق الباب بينه وبينه وصار في ذل الهوان وتكون وصيته فيما كان يقدر ان يقضيه من موليه في حال حضوره بين يديه اما يسفهه ويجهله ويعدمه كل من يعرف حاله ويزري عليه.
فكذا حال من مكنه الله جل جلاله في حال حيوته من مناجاته وعباداته وقضاء حاجاته واهمل واغفل وصار يريد الوصية إذا اخرجه مولاه من حضرة الحياة وخرجه بالذل والهوان في اسر الوفاة وغلق الباب بينه وبين القبول اما يكون سفيها أو معدما أو مجهلا أو ملوما عند اهل العقول فإذا لم يقبل العبد نصيحة من يحثه على الاستظهار واستمر على الغفلة والاصرار فالواجب عليه تعجيل ما يمكن تعجيله عند ضيق الخناق وقرب الموت واليقين بالفراق واما ما يضيق الوقت عن تعجيله من استدراك احواله أو ما يحتاج إليه للنظر في امر اطفاله أو عياله أو امواله فليوص الوصية الكاملة بالكتاب والشهود ويبدء فيها بالاهم فالاهم مما يحتاج إليه لليوم الموعود فيبدء بتجهيزه إلى الله جل جلاله على التمام وان كان حاله يضيق عن ذلك المرام فيجتهد بحسب الامكان.
ثم يرد المظالم ان امكن أو باستحلالها من اصحابها كيف كان أو بالوصية إلى الاخوان في ابراء ذمته من الحقوق الواجبة أو المندوبة أو الايثار ووجوه المبار وبقضاء الديون واداء الحقوق والفروض والقيام