باكفانهم الخبر.
اقول ولو لم يكن الا انه هو الملبوس الذى يجتمع فيه شمله بموليه على ما يرجوه من السلامة في دنياه والسعادات باخراه وكل مملوك فانه يتجمل في الملبوس عند جمع شمله بمالكه فينبغي تجميل هذا العبد لسيده الذى يرجوه لتخليصه من ساير مهالكه وهو اعز الاثواب واحلاها والذها واعلاها واشرفها واسناها عند العارفين بمعناها وعند المسعودين باقبال الجلالة الالهية والظافرين برضاها.
وقد كنت احرمت في نصيفين من قطن بيضاوين ووفقت بهما في موقف عرفات وكان يوم جمعة وتهيئا الوقوف على صفات المناجاة من بعد صلوة الظهرين حين وقت الوقوف إلى بعد غروب الشمس على ما فتحه علينا جود المالك الرؤف فلما قضيت الحج فيهما نشرتهما وبسطتهما على الكعبة الشريفة واركانها المعظمة المنيعة وعلى الحجر الاسود المكرم وجعلت ذلك كالحسب والسبب إلى رحمة المالك الارحم الاكرم.
ثم لما قدمت المدينة النبوية بسطتهما بطنا وظهرا على الحجرة الميمونة المحمدية وجعلت ذلك كالحسب والسبب إلى شفاعة ذلك المولى الجد المقدم على كل رسول والى ان ابلغ به ومنه نهايات المأمول.
ثم مضيت إلى الائمة الاطهار بالبقيع فصنعت مثل ذلك الصنيع وجعلت ذلك كالحسب والسبب للسلامة من يوم الهايل الفظيع ولما وصلت إلى مشهد مولينا امير المؤمنين على بن ابى طالب عليه السلام بسطتهما بطنا وظهرا لذلك على ضريح ذلك الوالد الابر سيد الاوصياء إلى ان ابلغ منه نهايات الرجاء.