وجاء الى الحسن عليهالسلام بريد مسكن ـ لاول مرة ـ وأذا بكتاب قيس بن سعد وهو يقول :
« انهم نازلوا معاوية بقرية يقال لها « الجنوبية » بازاء « مسكن » وان معاوية أرسل الى عبيدالله بن العباس ، يرغبه في المصير اليه ، وضمن له الف الف درهم. يعجل له منها النصف ، ويعطيه النصف الاخر عند دخوله الكوفة. فانسل عبيدالله في الليل ، الى معسكر معاوية في خاصته ، واصبح الناس قد فقدوا اميرهم ، فصلى بهم قيس بن سعد ونظر في امورهم (١) ».
والكتاب في فقرته الاولى ، يشعرنا بان عبيدالله بن عباس لم يراسل (٢) الحسن منذ نزل بجيشه عند مسكن.
ولا ادري هل في انقطاع اتصال احد القواد عن المركز الاعلى ما يدل على سبق اصرار على التمرد؟. على اننا لا نعلم على التحقيق الفواصل الزمانية التي تتسع للمراسلات بين نزوله مسكن وبين هروبه الى معاوية.
وتتابعت أخبار مسكن مع كتاب قيس وبعده ( واخبار السوء اسرع الاخبار بدارا وأكثرها انتشارا ) ، فبلغ الحسن أن هذه « الخاصة » التي ورد ذكرها في كتاب قيس ، والتي سمتها المصادر الاخرى « اهل الشرف والبيوتات » أو « الوجوه وأهل البيوت » ، كانت شريكة عبيدالله في تدبير خطة الخيانة وعلم ايضا ان بعض هؤلاء سبق عبيدالله الى الهزيمة ـ وتطرفت
__________________
١ ـ الارشاد ( ص ١٧٠ ).
٢ ـ لان الفقرة هي الخبر الاول الذي وصل الحسن عن نزولهم مسكن. والكتاب من قيس لا من عبيدالله.