وقال عنه وقد ذكر عنده :
« انهم قوم قد الهموا الكلام (١) ».
وقال عن هيبته وحسن محضره :
« والله ما رأيته الا كرهت غيابه وهبت عتابه (٢) ».
وقال ايضا :
« فوالله ما رأيته قط ، جالسا عندي ، الا خفت مقامه وعيبه لي (٣) ».
وقال يمدحه :
« أما حسن فابن الذي كان قبله |
|
اذا سار سار الموت حيث يسير |
وهل يلد الرئبال الا نظيره |
|
وذا حسن شبه له ونظير |
ولكنه لو يوزن الحلم والحجا |
|
بأمر ـ لقالوا يذبل و ثبير (٤) » |
نعم هذا هو معاوية وهو عدو الحسن ( رقم ١ ). واما مروان بن الحكم ، فهو الذي كان يقول عن الحسن عليهالسلام : « انه ليوازن حلمه الجبال (٥) ».
وكان التظاهر بالثناء على الحسن من عدويه هذين ، دليل قوة الحسن في الناس ، والا فدليل خضوعهما للامر الواقع ، أو هو الستار الذي يسدله الخصم على الفكرة التي يجهز بها على خصمه.
اما هذه المشاجرات التي مررنا على ذكرها مرورا ، والتي حفل بكثير منها بعض الموسوعات ذات الشأن ، فهي « الحُدَيَّا (٦) » التي كان ينشط لها
__________________
١ ـ العقد الفريد ( ج ٢ ص ٣٢٣).
٢ ـ البحار ( ج ١٠ ص ١١٦ ).
٣ ـ شرح النهج ( ج ٢ ص ١٠١ ).
٤ ـ ابن ابي الحديد ( ج ٤ ص ٧٣ ).
٥ ـ ابن ابي الحديد ( ج ٤ ص ٥ وص١٨ ).
٦ ـ : ( المنازعة والمباراة ).