من ضروريات الدين ، ومن جانب آخر فانه لم تنطبق عليهم الاحاديث المروية في صحاح القوم ومسانيدهم التي تبين وتقصر عدد الائمة بعد النبي صلى الله عليه واله على انهم اثني عشر إماما (١) ولذلك ترى ان طائفة كبيرة من المسلمين أعلنوا برأتهم من اولئك
__________________
(١) حديث الائمة من قريش وان عددهم كعدة نقباء بني إسرائيل وإنهم اثنا عشر خليفة وأمير حديث متواتر رواه عدة من الصحابة ، وأخرجه الكثير من أرباب الصحاح والسنن والمسانيد والتواريخ خاصة الصحيحان اللذان هما أصح الكتب عند أهل السنة بعد القرآن.
وهذا الحديث حيث إنه ثابت الصدور والصحة لقي من العناية أعلاها ، وأجمع الحفاظ على تواتره ، واهتم العلماء سنة وشيعة بتخريجه وتحريره ، إلا انه أصبح معضلة وماساة لعلماء السنة سلفا وخلفا ، ولذلك ترى الاضطراب واضح في تفسيرهم للحديث وحالة الحيرة والتذبذب بينة فيهم لعدم توفيقهم لبيان المعنى المراد من الحديث والائمة القرشيين الاثني عشر المعنيين في كلام رسول الله صلى الله عليه واله ، حتى ان بعض من لم يحط علما بالاخبار والاحاديث نفى صدوره عن النبي وتخرص بان هذا الحديث من موضوعات الشيعة.
ولكي تستلهم علما بالخبر وتحط بالحديث فهما نذكر لك المصادر المعتبرة عند القوم ومن ثم نشير إلى الاضطرابات التي حصلت عندهم في تفسير هذه الاحاديث وتعريفهم للخلفاء المعنيين. وقبل كل ذلك نشير إلى بعض نصوص هذه الاحاديث :
قال صلى الله عليه واله : يكون بعدي اثنا عشر أميرا ... كلهم من قريش.
وقال صلى الله عليه واله : لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة ويكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش. وقال صلى الله عليه واله : لن يزال هذا الدين قائما إلى اثني عشر أميرا من قريش فإذا هلكوا ماجت الارض باهلها.
وغير ذلك من النصوص.
وأما الذين أخرجوا هذه الاحاديث فكثيرون نشير إلى أسماء أهمهم فقط :
البخاري في صحيحه ٩ : ١٠١ كتاب الاحكام باب الاستخلاف.
مسلم في صحيحه ٣ : ١٤٥٢ كتاب الامارة باب «١» باب الناس تبع لقريش ... ح ١٨٢١ ـ ١٨٢٢ وفيه ٨ أحاديث.
الترمذي في سننه ٤ : ٤٣٤ باب «٤٦» ح ٢٢٢٣.
أبو داود في سننه ٤ : ١٠٦ ح ٤٢٧٩ ـ ٤٢٨٠.
أحمد بن حنبل في مسنده ٥ : ٩٠ عن جابر بن سمرة ضمن ٣٣ حديث.
أبو نعيم في حلية الاولياء ٤ : ٣٣٣.