__________________
المعبود ١١ : ٣٦٢ ـ ٣٦٦ ، الاحسان في تقريب صحيح ابن حبان ١٥ : ٣٦ ح ٦٦٥٧).
وقال مفسر القوم ابن كثير في تفسيره لقوله تعالى : (وبعثنا منهم اثنا عشر نقيبا) (المائدة : ١٢) بعد إيراد حديث جابر بن سمرة من رواية الشيخين ... : ومعنى الحديث البشارة بوجود اثني عشر خليفة صالحا يقيم الحق ويعدل فيهم ولا يلزم من هذا تواليهم وتتابع ايامهم ، بل قد وجد منهم اربعة على نسق واحد وهم الخلفاء الاربعة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ومنهم عمر بن عبد العزيز بلا شك عند بعض الائمة ، وبعض بني العباس ولا تقوم الساعة حتى تكون ولايتهم لا محالة والظاهر ان منهم المهدي المبشر به في الاحاديث الواردة بذكره.
ثم قال : وليس المراد بهؤلاء الخلفاء الاثني عشر الائمة الاثني عشر الذين يعتقد فيهم الاثنا عشرية من الروافض لجهلهم وقلة عقلهم. (تفسير ابن كثير ٢ : ٣٤).
وقال السيوطي : فقد وجد من الاثني عشر خليفة ، الخلفاء الاربعة والحسن ومعاوية وابن الزبير وعمر بن عبد العزيز ، ويحتمل ان يضم إليهم المهتدي من العباسيين لانه فيهم كعمر بن عبد العزيز في بني امية ، وكذلك الظاهر لما اوتي من العدل وبقي الاثنان المنتظران احدهما المهدي لانه من آل بيت محمد صلى الله عليه واله (تاريخ الخلفاء : ١٢).
أقول : أين الثاني عشر يا جلال الدين ، لا بد انك لو كنت حيا في القرن الثاني عشر لعينت الشيخ محمد بن عبد الوهاب بانه المنتظر الثاني عشر حتى يتم العدد.
وهناك علماء وحفاظ قاموا بتوجيه هذه الاحاديث وتبريرها وحاولوا تفسير وتطبيق الاحاديث لمعتقداتهم وليس العكس كما هو الصحيح والمفروض ، في الاخذ بما يوافق القرآن والسنة الصحيحة وترك ما خالفهما.
وهذا ابن حجر تذرع إلى أصل اجتماع الامة واختلق حسب ذاك الاصل أئمة وجعلهم خلفاء النبي صلى الله عليه واله.
فقال : المراد بالاجتماع انقياد بيعته ، والذي وقع ان الناس اجتمعوا على ابي بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي ، الى أن وقع أمر الحكمين في صفين فسمى معاوية يومئذ بالخلافة ، ثم اجتمع الناس على معاوية عند صلح الحسن عليه السلام ، ثم اجتمعوا على ولده يزيد ، ولم ينتظم للحسين أمر بل قتل قبل ذلك ، ثم لما مات يزيد وقع الاختلاف الى أن اجتمعوا على عبد الملك بن مروان بعد قتل ابن الزبير ، ثم اجتمعوا على أولاده الاربعة : الوليد ، ثم سليمان ، ثم يزيد ، ثم هشام ، وتخلل بين سليمان ويزيد عمر بن عبد العزيز. فهؤلاء سبعة بعد الخلفاء الراشدين ، والثاني عشر الوليد بن يزيد عبد الملك.