__________________
الصحيح ٣ : ١٤٧٨ ح ٥٨ ، وابن حجر الهيثمي في مجمع الزوائد ٥ : ٢١٨ وما بعده ، وأبو داود طيالسي في مسنده : ٢٥٩ ، والبيهقي في السنن الكبرى ٨ : ١٥٦ ، وابن كثير في تفسيره ١ : ٥١٧ وغيرهم ، اخرجوه عن معاوية بن أبي سفيان وعبد الله بن عمر وغيرهما من الصحابة والتابعين.
هذا ما أثبته أرباب الصحاح والمسانيد ، وهو حقيقة ساطعة وواضحة فلا ندحة إلا البخوع لمفادها ، ولا يتم اسلام مسلم إلا بالنزول لمؤداها ، ولم يختلف في هذا الامر اثنان ولا احد من اتباع المذاهب الاسلامية يخالجه الشك في صدوره عن النبي صلى الله عليه واله والترديد بمفاده والاخذ به سوى بعض فقهاء الوهابية الذين دأبهم انكار الضروريات والتشكيك في البديهيات وتعتيم الواقعيات كالجبهان في تبديد الضلام ص ٧٢.
وفي مفاد هذا الحديث نقاط هامة ودقيقة عديدة نشير الى بعضها لكلي يعلم السبب والعلة التي من أجلها انكر عملاء الوهابية المتحجرة صحة الحديث بل صدوره عن النبي وثبوته في الكتب.
١ ـ ما المراد من ميتة الجاهلية؟
لا يخفى ان الجاهلية شر مرحلة مر بها الانسان حيث كانت الاوثان فيها تعبد من دون الله والناس في ذاك العهد على شر دين ، والكفر يومذاك قد أطبق وبسط ظله على الناس ولذلك عبر الدين بالارتداد والتعرب بعد الهجرة رجوعا وبخوعا إلى اللاقيم الجاهلية. فعلى هذا فمن مات ولم يكن في عنقه عهد من الخليفة المنصوص والامام المعين الذي أشار القرآن الكريم ورسول الله صلى الله عليه واله إلى اسمه وخصاله في أحاديث السنة فقد خرج عن الدين وموتته شر ميتة وهي ميتة كفر وإلحاد وشرك.
٢ ـ تساؤلات بحاجة الى إجابات دقيقة.
وهنا نسال : ما هي الموتة التي مات عليها معاوية بن أبي سفيان؟ وعن أي إمام مات وبيعة أي إمام حي كانت في عنقه؟ وهل كان هناك امام مفروض الطاعة والواجب بيعته نصا واجماعا غير أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام؟
فالتاريخ يشهد انه لم يبايع الخليفة المنصوص والمجمع عليه وإلا فما تأويل محاربته للامام ومناوئته له ومنازعته في أمر الخلافة؟
فهل كان معاوية ناسيا لهذه الرواية وهو من رواتها؟ أليس انه طوى تلكم السنين وليس في عنقه بيعة لامام ، وقد ورد انه لا يحل لمسلم ان يبيت ليلتين ليس في عنقه بيعة لامام. فعلى هذا فان مات معاوية والحالة هذه مات ميتة جاهلية. أو انه ـ كما يزعم البعض ـ كان