ومثل روايتهم ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال رأيت قصرا في الجنة من ذهب فاعجبني فقلت لمن هذا القصر قيل لفتى من قريش قلت من هو قيل عمر بن الخطاب فما منعني من دخوله الا ما اعرف من غيرتك فيا سبحان الله الا ينظر ذو الفهم في عجائب ما يأتون من محالاتهم ، فهل اعجب رسول الله (ص) قصرا رآه لغيره مما لم ير لنفسه مثله ، فان قالوا انه ليس لرسول الله (ص) مثله في الجنة كفروا بغير خلاف وان قالوا ايضا انه مثل قصر رسول الله (ص) ساووا بن منزلة رسول الله (ص) ومنزلة عمر ، وقال هذا كافر بالله وبرسوله فان الله لم يجعل منازل انبيائه ورسله كمنزلة محمد صلى الله عليه وآله وسلم فكيف يجعل ذلك لعمر ، وان قالوا ان قصر رسول الله (ص) في الجنة أفضل منه واجل فما الذي اعجب رسول الله (ص) من قصر عمر وما كان حاجته الى دخوله وله أفضل منه وأعلى درجة وأرفع منزلة ، قبحهم الله وقبح ما يأتون به من فضائحهم وتخرصهم لئن قالوا ان عمر كان غيورا فقد اخرجته غيرته هذه الى فساد شريعة الله وتغيير سنة رسول الله (ص) ومعاقبة من يقتدي برسول الله (ص) في ذلك إذ قال متعتان كانتا عهد رسول الله وعهد أبي بكر حلالا أنا أنهى عنهما وأعاقب عليهما متعة الحج ومتعة النساء ، فلو انهم ممن يسمع أو يعقل لما استحلوا رواية مثل هذه المتخرصات من الاحاديث المنكرات لكنهم كما قال الله عز وجل (صم بكم عمي فهم لا يعقلون)
ومثل روايتهم ان الرسول (ص) قال ان اهل الجنة ليتراؤن في عليين كما يترائ الكوكب الدري لاهل الارض وان ابا بكر وعمر لمنهم ولعمري ان الخبر في ترائي أهل عليين من أهل الجنة لصحيح ولكن الزيادة فيه من الكلام المختلق يعلمه من هو ذو فهم ، وما الحال الذي أوجب ذكر هذين دون غيرهما فان كان لغيرهما من الصحابة تلك المنزلة فهذا ليس من العدل ان يذكر رسول الله (ص) بعض أهل تلك المنزلة ويمسك عن ذكر