أوحى الله إلى عيسى أني أخرجت ـ وقال القاسم ومحمد : قد أخرجت ـ عبادا لي لا يد لأحد بقتالهم ، فحرّز عبادي إلى الطّور. فيبعث الله يأجوج ومأجوج ، وهم من كل حدب ينسلون ، فيمر أولهم على بحيرة طبريّة فيشربون ما فيها ، ثم يمر آخرهم فيقولون : لقد كان بهذه مرّة ماء ، ويحاصر نبي الله وأصحابه حتى يكون رأس الثور فيهم خيرا لأحدهم من مائة دينار لأحدهم اليوم. فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله فيرسل الله النغف (١) في رقابهم فيصبحون فرسى (٢) موتى كموت نفس واحدة. فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه (٣) إلى الله فيرسل إليهم طيرا كأعناق البخت فيحملهم فيطرحهم حيث شاء الله. ثم يرسل عليهم مطرا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر ، فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلقة (٤) وقال أبو المظفّر : كالزلفة ، ثم يقال للأرض : انبتي ثمرتك ، وردي بركتك ، فيومئذ تأكل العصابة الرمانة ، ويستظلّون بقحفها ، ويبارك في الرسل حتى أن اللقحة من الإبل ليكفي الفئام من الناس ، واللّقحة من البقر لتكفي القبيلة ، واللّقحة من الغنم لتكفي الفخذ. فبينما هم كذلك إذ بعث الله عزوجل ريحا طيبة تأخذ تحت آباطهم فتقبض روح كل مسلم ، وتبقي شرار الناس يتهارجون كما تتهارج ـ وقال أبو القاسم : تهارج الحمر فعليهم تقوم الساعة» [٤٦٤].
أخرجه مسلم والترمذي والنسائي عن علي بن حجر ورواه أيوب بن سويد عن ابن جابر.
أخبرناه أبو سهل محمد بن إبراهيم بن محمد بن سعدويه ، أنبأ عبد الرّحمن بن أحمد الرازي ، نا أبو القاسم جعفر بن عبد الله بن فناكي الرازي ، نا أبو بكر محمد بن هارون الرّوياني ، نا الربيع بن سليمان ، نا أيوب بن سويد (٥) الرّملي ، نا عبد الرّحمن بن جابر ، حدثني يحيى بن جابر ، حدثني عبد الرّحمن بن جبير الحضرمي أنه سمع النواس بن سمعان الكلابي يقول : ذكر رسول الله صلىاللهعليهوسلم الدّجّال
__________________
(١) النغف ، جمع نغفة ، وهي دود تكون في أنوف الإبل والغنم (النهاية).
(٢) بالأصل وخع : «إلى فيرسل الله».
(٣) فرسى : هلكى وقتلى ، جمع فريس ، من فرس الذئب الشاة وافترسها.
(٤) يعني المرأة. (وانظر النهاية زلف).
(٥) بالأصل «سليمان» وقد شطبت ، وكتب على هامشه : سويد وإلى جنبها علامة صح.