قال المعتمر : وقال أبي عن قتادة : أنهم يرمون في السماء سهما ـ وقال ابن حمدان : بسهام ـ فترجع إليهم كأن فيها دما (١). فيقولون : ظهرنا على الأرض وقهرنا أهل السماء أو كما قال.
وزاد ابن المقرئ قال : وقالا : فيبعث الله عليهم النغف (٢) في أقفائهم فيقتلهم. فقال رسول الله : حتى إن دوابهم تسمن. ـ وقال ابن المقرئ : لتسمن ـ فتنظر (٣) مما يأكل لحومهم. أو كما قال [٤٧٧].
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا محمد بن عبد الله الحافظ ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه ـ ببغداد ـ أنبأنا الحسن بن مكرم البزاز ، أنبأنا يزيد بن هارون ، أنبأنا العوّام بن حوشب ، عن جبلة بن سحيم بن عفازة (٤) ، عن عبد الله بن مسعود قال : لما أسري ليلة أسري بالنبي صلىاللهعليهوسلم لقي إبراهيم وموسى وعيسى فتذاكروا السّاعة. فبدءوا بإبراهيم فسألوه عنها ، فلم يكن عنده منها علم. ثم موسى فلم يكن عنده منها علم. فتراجعوا الحديث إلى عيسى. قال عيسى : عهد الله إليّ فيما دون وحينها يعني أما وحثها (٥) فلا نعلمها. قال فذكر من خروج الدّجّال : فأهبط فأقتله ، وترجع الناس إلى بلادهم فسيقتلهم (٦) يأجوج ومأجوج. وهم من كل حدب ينسلون. فلا يمرون بماء إلّا شربوه ، ولا يمرون بشيء إلّا أفسدوه [فيحارون إلى الله تبارك وتعالى ، فيدعو الله تعالى فيميتهم فتحار الأرض إلى الله من ريحهم](٧) ، فيجأرون (٨) إليّ فأدعو ، فترسل السّماء بالماء ، فتحمل أجسامهم فيقذفونها في البحر ، ثم تنسف الجبال وتمد الأرض مدّ الأديم. فعهد الله تبارك
__________________
(١) بالأصل «دم».
(٢) النغف : دود في أنوف الإبل والغنم ، الواحدة : نغفة ، محركة.
(٣) في مختصر ابن منظور ١ / ٢٥٣ «وتبطر».
(٤) سحيم بمهملتين مصغرا ، انظر تقريب التهذيب ، وفي خع : سجيم تحريف.
(٥) كذا وردت العبارة في الأصل وخع ، والعبارة في مختصر ابن منظور ١ / ٢٥٣ : فيما دون وجبتها ، يعني : أما وجبتها فلا نعلمها.
(٦) كذا بالأصل وخع ، وفي مختصر ابن منظور والمطبوعة ٢ / ٣ : «فيستقبلهم» وهي أصوب.
(٧) ما بين معكوفتين سقط من الأصل والمطبوعة ، واستدرك عن خع ومختصر ابن منظور ١ / ٢٥٣ واللفظ له. وفي خع : «فيجاوزون» والحور : الرجوع (قاموس).
(٨) كذا بالأصل ، وفي خع : «فيجاوزون» وفي مختصر ابن منظور والمطبوعة : فيحارون.