الحسنات ـ يذهبن السيئات ، وإذا ذكر العبد ربه ـ زادت فاطمة : في الرّجاء ، وقالا ـ أغاثه عند البلاء».
قال العامري : وكيف ذلك يا ابن عبد المطلب؟ فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «ذلك بأن الله تعالى يقول : لا أجمع لعبدي أبدا أمنين ، ولا أجمع له خوفين. إن هو أمنني (١) في الدنيا خوف (٢) يوم أجمع فيه عبادي في حظيرة القدس (٣) ، فيدوم له أمنه ، ولا أمحقه فيمن أمحق». فقال : ـ وقالت فاطمة : قال العامري : ـ يا ابن عبد المطلب إلى ما تدعوا؟
قال : «ادعوا إلى عبادة الله تعالى وحده ، لا شريك له ، وأن تخلع الأنداد ، وتكفر باللّات والعزّى ، وتقر (٤) بما جاء من (٥) الله من كتاب ورسول وتصلي الصلوات الخمس بحقائقهم ، وتصوم شهرا من السنة ، وتؤدي زكاة مالك فيطهرك الله تعالى به ، ويطيّب لك مالك ، وتحج البيت إذا وجدت إليه سبيلا ، وتغسل من الجنابة ، وتقرّ بالبعث بعد الموت وبالجنة والنار».
قال : يا ابن عبد المطلب : إن فعلت هذا ، فما لي؟ قال النبي صلىاللهعليهوسلم : (جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَذلِكَ جَزاءُ مَنْ تَزَكَّى (٦)).
قال : يا ابن عبد المطلب ، هل مع هذا من الدنيا شيء؟ فإنه تعجبنا الوطاءة من العيش ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «نعم النصر والتمكين في البلاد».
قال : فأجاب العامري وأناب (٧) [٧٨٠].
مكحول لم يدرك شداد.
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنبأنا أبو بكر البيهقي (٨) ، أنبأنا أبو عبد الله
__________________
(١) عن خع وبالأصل «فايتني».
(٢) في الطبري : إن هو خافني في الدنيا أمنني يوم أجمع.
(٣) الطبري : الفردوس.
(٤) بالأصل وخع : «وتقرأ» والمثبت عن الطبري.
(٥) سقطت من الأصل وخع ، واستدركت عن الطبري.
(٦) سورة طه ، الآية : ٧٦.
(٧) بالأصل : «وأبا» والمثبت عن خع.
(٨) الحديث في دلائل البيهقي ١ / ١٣٩ وما بعدها.