رسول الله ، أخبرنا عن ليلة أسري بك فيها. قال : «قال الله تبارك وتعالى (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ)(١) الآية قال : فأخبرهم قال : بينما أنا نائم (٢) عشاء في المسجد الحرام إذا أتاني آت فأيقظني فاستيقظت فلم أر شيئا ثم عدت في النوم ، فأيقظني فاستيقظت فلم أر شيئا ثم عدت في النوم ثم أيقظني (٣) فاستيقظت فلم أر شيئا فإذا أنا بكهيئة خيال فاتبعته ببصري حتى خرجت من المسجد فإذا أنا بدابة أدنى ، شبيهة (٤) بدوابكم هذه ، بغالكم هذه ، مضطرب الأذنين يقال له البراق ، وكانت الأنبياء صلوات الله وسلامه (٥) عليهم تركبه قبلي ، يقع حافره مدّ بصره ، فركبته فبينا أنا أسير عليه إذ دعاني داع عن يميني : يا محمد انظر إلي أسألك فلم أجبه ، ولم أقم عليه. فبينما أنا أسير عليه إذ دعاني داع عن يساري يا محمّد انظر إليّ أسألك فلم أجبه ولم أقم عليه فبينا أنا أسير عليه إذا أنا بامرأة حاسرة عن ذراعيها وعليها من كل زينة خلقها الله فقالت : يا محمد انظر لي أسألك فلم التفت إليها ولم أقم عليها حتى أتيت بيت المقدس ، فأوقفت (٦) دابتي بالحلقة التي كانت الأنبياء توقفها (٧) به ، فأتاني جبريل عليهالسلام بإناءين أحدهما خمر والآخر لبن. فشربت اللبن وتركت الخمر ، فقال جبريل : أصبت الفطرة فقلت : الله أكبر الله أكبر فقال (٨) جبريل : ما رأيت في وجهك هذا؟ فقلت : بينما أنا أسير إذ دعاني داع عن يميني يا محمد انظر (٩) لي أسألك فلم أجبه ، ولم أقم عليه. قال : ذاك داعي اليهود أما أنك لو أجبته لتهودت أمتك. قال : وبينما أسير إذ دعاني داعي (١٠) عن يساري فقال : يا محمد انظر (٩) لي أسألك فلم ألتفت إليه ، ولم أقم عليه قال : ذاك داعي النصارى ، أما أنك لو أجبته
__________________
(١) أول سورة الإسراء.
(٢) الأصل وخع وفي دلائل البيهقي : قائم.
(٣) بالأصل : «استيقظني» وفي خع : «ثم استيقظني» والمثبت عن الدلائل والمختصر.
(٤) بالأصل : «أشبهته» والمثبت عن خع والدلائل والمختصر.
(٥) سقطت من الدلائل.
(٦) الأصل وخع ، وفي الدلائل والمختصر : فأوثقت.
(٧) الأصل وخع ، وفي الدلائل والمختصر : توثقها.
(٨) عن خع والدلائل ، وبالأصل «قال».
(٩) في الدلائل : انظرني.
(١٠) كذا بالأصل وخع هنا بإثبات الياء.