ربعي ، والناس قد ارتبعوا إلى المياه ، وإنما نحن عزّاب (١) في النعم ، فانصرف رسول الله صلىاللهعليهوسلم وقد ظفر بنعم ، فانحدر إلى المدينة حتى إذا صلّى الصبح إذا هو بيسار فرآه يصلّي ، فأمر القوم أن يقتسموا غنائمهم ، فقال القوم : يا رسول الله ، إن أقوى لنا أن نسوق النعم جميعا ، فإن فينا من يضعف عن حظه الذي يصير له ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «اقتسموا» ، فقالوا : يا رسول الله إن كان إنما بك العبد الذي رأيته يصلّي فنحن نعطيكه في سهمك ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «قد طبتم به نفسا» قالوا : نعم ، فقبله رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأعتقه ، وارتحل الناس ، فقدم رسول الله صلىاللهعليهوسلم واقتسموا غنائمهم ، فأصاب كل رجل منهم سبعة أبعرة ، وكان القوم مائتين [١٠٥٨].
يسار هو الذي قتله العرنيون.
أخبرنا أبو الفتح الماهاني ، أنا شجاع بن علي ، أنا محمّد بن إسحاق قال : يسار الراعي ، له ذكر في حديث رواه محمّد بن الوليد الزبيدي عن محمّد بن طلحة ، عن موسى بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن أبي سلمة ، عن سلمة بن الأكوع أن النبي صلىاللهعليهوسلم كان له غلام يقال له يسار فنظر إليه يحسن الصلاة (٢).
حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن هاشم ، نا عثمان بن خرّزاذ (٣) عنه.
أصابه سبيا ، خدم النبي صلىاللهعليهوسلم.
قرأت على أبي الحسن علي بن أبي البركات عمر بن إبراهيم الزيدي ـ بالكوفة ـ أنا أبو القاسم الحسين بن محمّد بن سلمان ، أنا أبو القاسم زيد بن جعفر أبو هاشم العلوي ،
__________________
(١) بالأصل «عراب» والصواب عن مغازي الواقدي ، وفي اللسان : عزب الرجل بإبله إذا رعاها بعيدا من الدار التي حلّ بها الحي.
(٢) قصة قتله مشهورة ، انظر تفسير ابن كثير ٣ / ٨٩ ـ ٩٤ في تفسير الآية ٣٣ من سورة المائدة. وانظر الإصابة ٣ / ٦٦٦ وقد فرق ابن حجر بين يسار المتقدم في الحديث الأول وبين يسار الذي قتله العرنيون ، ثم خلص إلى احتمال أن يكونا واحدا. لكنه وضع لكل منهما ترجمة مستقلة.
(٣) بالأصل : حرزاد ، والصواب ما أثبت وضبط.
(٤) ترجمته في أسد الغابة ٤ / ٦٣١ وسيرة ابن كثير ٤ / ٦٣٤ والإصابة ٣ / ٦٠٧ في هلال ، وأعاده في باب الكنى.