فهيرة ، فقال : كيف كان فيكم؟ قال : قلت : كان من أفضلنا ومن أول أصحاب نبيّنا صلىاللهعليهوسلم ، قال : ألا أخبرك خبره ، وأشار إلى رجل فقال : هذا طعنه برمحه ، ثم انتزع رمحه فذهب بالرجل علوّا في السماء حتى والله ما أراه. قال عمرو فقلت : ذلك عامر بن فهيرة ، وكان الذي قتله رجل من بني كلاب ، يقال له جبّار بن سلمى ، ذكر أنه لما طعنه قال : سمعته يقول : فزت والله ، قال : فقلت في نفسي : ما قوله : فزت ، قال : فأتيت الضحاك بن سفيان بن الكلّابي فأخبرته بما كان وسألته عن قوله فزت فقال : أتحبه قال : وعرض عليّ الإسلام قال : فأسلمت ودعاني إلى الإسلام ما رأيت ابن مقتل عامر بن فهيرة من رفعه إلى السماء علوّا قال : وكتب الضحاك إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم يخبره بإسلامي وما رأيت من مقتل عامر بن فهيرة فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «فإن الملائكة وارت جثته ، وأنزل عليين» [١١٠٣].
أخبرنا أبو الفتح الماهاني ، أنبأ شجاع بن علي ، أنا محمّد بن إسحاق بن مندة ، أنا سهل بن السّري البخاري ، ثنا عبد الله بن عمّار ، ثنا عمرو بن زرارة ، نا زياد بن عبد الله ، عن محمّد بن إسحاق قال : حدّثني هشام بن عروة ، عن أبيه أن عامر بن الطفيل كان يقول من رحل مسلم لما قبل رأسه رفع بين السماء والأرض حتى رأيت السماء من دونه قالوا : عامر بن فهيرة.
أخبرنا أبو بكر ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنبأ أبو عمر بن حيّوية ، أنا محمّد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، أنا محمّد بن سعد (١) ، أنبأ محمّد بن عمر قال : حدّثني محمّد بن عبد الله ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة قالت : رفع عامر بن فهيرة إلى السماء ، فلم توجد جثته ، ترون أن الملائكة وارته.
قد تقدم ذكر كتابته للنبي صلىاللهعليهوسلم في ترجمة عبد الله بن الأرقم ، وسيأتي ذكره في حرف العين من هذا الكتاب إن شاء الله عزوجل.
__________________
(١) طبقات ابن سعد ٣ / ٢٣١.