أنه كان مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم في زهاء أربع مائة رجل ، فنزل بنا على غير ماء ، فكأنه اشتد على الناس ورأوا رسول الله صلىاللهعليهوسلم نزل فنزلوا إذ أقبلت عنز تمشي حتى أتت رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، محدّدة القرنين ، قال : فحلبها رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : فأروى الخيل (١) ، وروي ، قال : ثم قال : «يا نافع أملكها وما أراك تملكها» (٢) ، قال : فلما قال لي رسول الله صلىاللهعليهوسلم وما أراك تملكها قال : فأخذت عودا فركزته في الأرض ، قال : وأخذت رباطا (٣) فربطت الشاة ، فاستوثقت منها ، قال : ونام رسول الله صلىاللهعليهوسلم ونام الناس ، ونمت قال : واستيقظت فإذا الحبل محلول وإذا لا شاة قال : فأتيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأخبرته ، قال : قلت : الشاة ذهبت ، فقال لي رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يا نافع أوما أخبرتك أنك لا تملكها؟
إن الذي جاء بها هو الذي ذهب بها» (٤) [١١٣٨].
[كلام الظبية وشهادتها للنبي صلىاللهعليهوسلم بالرسالة](٥)
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو بكر البيهقي (٦) ، أنا أبو بكر أحمد (٧) بن الحسن القاضي ، أنا أبو علي حامد بن محمّد الهروي ، نا بشر بن موسى ، نا أبو حفص عمرو بن علي ، نا يحيى (٨) بن إبراهيم الغزّال ، نا الهيثم بن جماز (٩) ، عن أبي كثير [عن](١٠) زيد بن أرقم قال :
كنت مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم في بعض سكك المدينة ، قال : فمررنا بخباء أعرابي ، وإذا ظبية مشدودة إلى الخباء ، فقالت الظبية : يا رسول الله إنّ هذا الأعرابي قد اصطادني ولي
__________________
(١) في ابن سعد : الجند.
(٢) بالأصل : «أمللها ... تمللها» والصواب المثبت عن ابن سعد وأبي نعيم والبيهقي.
(٣) بالأصل : «ياطا» والمثبت عن ابن سعد.
(٤) أخرجه البيهقي في الدلائل ٦ / ١٣٧ من طريق خلف بن خليفة ، وأبو نعيم في الدلائل رقم ٣٣٢ وابن كثير في البداية والنهاية ٦ / ١٠٣.
(٥) عنوان استدركناه للإيضاح.
(٦) دلائل النبوة للبيهقي ٦ / ٣٤ ـ ٣٥.
(٧) البيهقي : محمد.
(٨) في دلائل البيهقي ودلائل أبي نعيم : يعلى.
(٩) في المصدرين السابقين : حمّاد.
(١٠) زيادة لازمة عن المصدرين السابقين.