أنبأنا أبو علي الحداد وجماعة قالوا : أنا أبو بكر بن ريذة (١) ، أنا سليمان بن أحمد ، نا أحمد بن مسعود المقدسي الخياط ـ ببيت المقدس ـ سنة أربع وسبعين ومائتين. فذكر حديثا.
٢٦٧ ـ أحمد بن مسلمة بن جبلة بن مسلمة بن أوفى
ابن خارجة بن حمزة بن النعمان صاحب رسول الله صلىاللهعليهوسلم
أبو العبّاس العذري
حدّث عن أحمد بن عبد الله بن أبي الحواري.
روى عنه : أبو بكر أحمد بن عبد الله بن البرامي ، وأبو بكر يحيى بن عبد الله بن الحارث بن الزجّاج.
أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمام بن محمّد ، أنا أبو بكر يحيى بن عبد الله بن الحارث العبدري ، نا أبو العباس أحمد بن مسلمة العذري ، نا أحمد بن عبد الله الدمشقي ، نا زكريا بن إبراهيم الخصّاف ، عن السّليط بن سبيع ـ وكان من بني عامر ـ قال : كنت تاجرا وكان أكثر تجارتي في البحر ، فركبت من ذلك إلى بلاد الصين ، فأتيت على راهب من رهبان الصّين كان على دين عيسى بن مريم ـ عليهالسلام ـ وكان مؤمنا ، فناديته : يا راهب ، فأشرف من صومعته فقال : ما تشاء قلت : من تعبد؟ قال : الذي هو خلقني وخلقك ، قلت : يا راهب فعظيم هو؟ قال : نعم يا فتى عظيم في المنزلة ، قد حوت عظمته كل شيء ، لم يحلل بنفسه في الأشياء فيقال منها ، ولم يعتزل فيقال ناء عنها ، قلت : يا راهب فأين الله من محل قلوب العارفين؟ قال : يا فتى إن محل قلوب العارفين لا يغرب (٢) عن الله بعد إذ علم أنها إليه مشتاقة ، قلت : يا راهب فما الذي قطع بالخلق عن الله؟ قال : حبّ الدنيا لأنها أصل المعاصي ومنها تفجرت ، ولم تصل بهم إلى إبطال تركها قلة معرفة. ولتركها ثلاث منازل :
فأولها منزلة ترك الحرام من القول والفعل والعزائم ، والرضا بما جلّ من ذلك أو
__________________
(١) بالأصل : «ربدة» والمثبت والضبط عن التبصير.
(٢) في مختصر ابن منظور ٣ / ٢٩٨ لا تعزب.