أدهم : هذا العلم الذي قد جمعناه أريد أن أضعه عندك ؛ قال : بلغني حديث عن النبي صلىاللهعليهوسلم حتى أعمل به ، ثم أنظر فيما عرضت عليّ ؛ قال : وما هو؟ قال : بلغني أن رجلا أتى النبي صلىاللهعليهوسلم فقال : يا رسول الله دلّني على عمل يحبّبني الله تعالى ويحببني الناس عليه قال : «لقد قصّرت وأوجزت اجتنب محارم الله جل وعزّ ، واجتنب ما في أيدي الناس ، فإنك إن اجتنبت ما في أيدي الناس أحبّوك» [١٥٣٨].
٣٥٧ ـ إبراهيم بن أحمد بن الليث
أبو المظفّر الأزدي الكاتب
كاتب الأمير وهسودان بن محمّد بن مملان الرّواديّ الكرديّ.
حكى عن أبي تمام محمّد بن عبد العزيز الهاشمي.
حكى عنه أبو علي الحسن بن نصر بن كاكا المرندي الفقيه.
وقدم دمشق سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة ، وله رسالة تذكر فيها ما رآه في طريقه ، ومن لقي من العلماء والأدباء ، ويصف فيها حسن جامع دمشق كتب بها إلى بعض الكتاب بأصبهان. وكان إبراهيم من أهل الفضل ، ورسالته تدل على فضله. فيما ذكر فيها أبياتا للقنوع المعرّي ـ وكان قد لقيه بالمعرّة ـ وذكر أنه رضي من دنياه بسدّ الجوع ، ولبس المرقوع ، ولهذا لقب بالقنوع. ومن شعره المليح المطبوع :
أرى الإدلال داعية الدّلال |
|
فما لي قد جزعت لذاك مالي |
نعم أشفقت من ملقي ولكن |
|
أبالي حسن صبري أن أبالي |
تصدّى للصدود وكان قدما |
|
على حال اتّصالي من وصالي |
وقال : سلوت متّهما غرامي |
|
ولست وإن سلى عنّي بسالي |
نويت عتابه أنّى التقينا |
|
ولكنّي بدا لي إذ بدا لي |
حدثني أبو بكر يحيى بن إبراهيم بن أحمد بن محمّد السّلماسي عن أبيه أبي طاهر أحمد بن محمّد ، قال : قال أبو علي الحسن بن نصر بن كاكا المرندي وذكر ـ يعني ـ الأستاذ أبا عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصّابوني النيسابوري الأستاذ الجليل أبا المظفر إبراهيم بن أحمد بن الليث الذي ابتهجت (١) العلوم بفضله ونشرها بطلعته على
__________________
(١) بالأصل : ابتهج.