مطعم ومشرب وملبس لا يسألني عن شيء من حالي ، ويركب كل يوم ركبة ، فقلت له يوما : أراك تدمن الركوب ففيم ذلك؟ فقال لي : إن إبراهيم بن سليمان بن عبد الملك قتل أبي صبرا ، وقد بلغني أنّه مختف فأنا أطلبه لأدرك منه ثأري ، فكثر تعجبي من إدبارنا إذ ساقني القدر إلى الاختفاء في شمل من يطلب دمي ، فكرهت الحياة ، فسألت الرجل عن اسمه واسم أبيه فخبّرني بهما ، فقلت : إني قتلت أباه ، فقلت له : يا هذا قد وجب عليّ حقّك ، ومن حقّك أن أقرّب عليك الخطوة (١) ، قال : وما ذاك؟ قلت : أنا إبراهيم بن سليمان قاتل أبيك فخذ بثأرك! قال : أحسب أنك رجل قد مللت الاختفاء فأحببت الموت ، قلت : بل الحقّ ، قلت : يوم كذا بسبب كذا ؛ فلما عرف أني صادق اربدّ وجهه ، واحمرّت عيناه ، وأطرق مليا ثم رفع رأسه إليّ وقال : أمّا أنت فستلقى أبي فيأخذ منك حقّه ، وأما أنا فغير مخفر ذمّتي ، فاخرج عني ، فلست آمن نفسي عليك ، وأعطاني ألف دينار ، فلم أقبلها ، وخرجت من عنده ، فهذا أكرم رجل رأيته.
٤٠٩ ـ إبراهيم بن سليمان بن هشام
ابن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي
له ذكر ، قتله مروان بن محمد بحمص ، لما خلعه أبوه وأهل حمص.
٤١٠ ـ إبراهيم بن سليمان الأفطس (٢)
من أهل دمشق روى عن الوليد بن عبد الرّحمن الحرشي (٣) ، ويزيد بن يزيد بن جابر ، ومكحول.
روى عنه : محمد بن شعيب ، ويحيى بن حمزة ، ومحمد بن عيسى بن القاسم بن سميع الدمشقيون ، وإسماعيل بن عياش ، وثور بن يزيد ، وعبد الله بن سالم الحمصيون.
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمام بن
__________________
(١) زيد في ثمرات الأوراق : وأن أدلك على خصمك.
(٢) له ترجمة في تهذيب التهذيب ١ / ٨٣.
(٣) في تهذيب التهذيب : «الجرشي» وذكره السمعاني في الأنساب فيمن انتسب إلى جرش ، بطن من حمير ، وانظر اللباب والجرح والتعديل ١ / ١ / ١٠٢.