يقول : سمعت محمد بن داود بن داود الضّبّي يقول : سمعت محمد بن أسلم الطوسي يقول حين مات إسحاق الحنظلي : ما أعلم أحدا كان أخشى لله من إسحاق ، يقول الله تعالى : (إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ)(١) وكان أعلم الناس ، ولو كان سفيان الثوري في الحياة لاحتاج إلى إسحاق. قال محمد بن عبد السلام : فأخبرت بذلك أحمد بن سعيد الرباطي فقال : والله لو كان الثوري وابن عيينة والحمادان في الحياة لاحتاجوا إلى إسحاق. قال محمد : فأخبرت بذلك محمد بن يحيى الصّفّار ، فقال : والله لو كان الحسن البصري في الحياة لاحتاج إلى إسحاق في أشياء كثيرة (٢).
قال (٣) : وحدّثني علي بن أحمد الهاشمي قال : هذا كتاب جدّي فقرأت فيه : حدّثني محمد بن داود النّيسابوري ، قال : سمعت أبا بكر بن نعيم يقول : سمعت الدارمي يقول : ساد إسحاق أهل المشرق والمغرب بصدقه (٤).
قال : وسمعت أبا بكر يقول : سمعت أبا عبد الرحيم الجوزجاني يقول : سمعت أحمد بن حنبل ـ وذكر إسحاق ـ فقال : لا أعلم ـ أو لا أعرف ـ لإسحاق بالعراق نظيرا.
أخبرنا أبو سعد المطرّز وأبو علي الحداد وأبو القاسم غانم بن محمد بن عبيد الله ـ إجازة ـ ثم أخبرني أبو المعالي عبد الله بن أحمد بن محمد المروزي ، أنا أبو علي الحداد قالوا : نا أبو نعيم الحافظ (٥) ، نا إبراهيم بن عبد الله ، نا محمد بن إسحاق الثقفي أنشدني أحمد بن سعيد الرّباطي في إسحاق بن إبراهيم الحنظلي :
قربي إلى الله دعاني إلى |
|
حبّ أبي يعقوب إسحاق |
لم يجعل الفرقان (٦) خلقا كما |
|
قد قاله زنديق فسّاق |
جماعة السّنّة آدابه |
|
يقيم من شذّ على ساق (٧) |
__________________
(١) سورة فاطر ، الآية : ٢٨.
(٢) الخبر في سير الأعلام ١١ / ٣٧١.
(٣) تاريخ بغداد ٦ / ٣٤٩.
(٤) الخبر في سير الأعلام ١١ / ٣٧١.
(٥) الخبر والأبيات في حلية الأولياء ٩ / ٢٣٤ وسير الأعلام ١١ / ٣٧٥.
(٦) الحلية والسير : القرآن.
(٧) سقط البيت من سير الأعلام.