فقلبوا الاسلام ظهرا لبطن ، واستبدوا ، وعاملوا مع المسلمين معاملة السلاطين والملوك مع ابناء جيلهم ، وارتكبوا من الجرائم ، والمظالم ، والقتل الفجيع ، وقطع الايدى والالسن ، واضطهار ددعاة العدل والحرية الاسلامية ، وتعذيب اهل الحق ما سودت صحايف التاريخ ، وكان اعظم ما ترتب على ذلك من المفاسد منع المسلمين عن الرجوع الى اهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم علماء الاحكام واعدال الكتاب وائمة الخلق الذين نص النبي صلى الله عليه وآله وسلم بان التمسك بهم وبالكتاب امن من الضلال ، وانهما لن يتفرقا حتى يردا على الحوض.
غير ان ارباب السياسات والدعايات الباطلة لم يتمكنوا من اطفاء نورهم فهم وان منعوههم عن مناصبهم الظاهرية لم تمس أيديهم مناصبهم الروحية وما اعطاهم الله تعالى من العلم والحكمة والفضايل النفسانية فصدر منهم من العلوم كالتفسير والفقه والاخلاق والآداب واصول الدين وغيرها ما يكفى جميع حاجيات البشر ، وقد اخذ العلم من الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام جماعة تزيد عددهم عن اربعة آلاف رجل ، حتى ان الحافظ الجليل ابن عقدة المتوفى سنة ٣٣٣ احد شيوخ ابى عبد الله الجوهرى صاحب مقتضب الاثر صنف كتابا في اسماء الرجال الذين رووا عنه اربعة آلاف رجل ، واخرج لكل رجل حديثا رواه عن الاصادق عليه السلام ، وله ايضا كتاب من روى عن امير المؤمنين وكتاب من روى عن الحسن والحسين ، وكتاب من روى عن على بن الحسين ، وكتاب من روى عن ابى جعفر محمد بن على عليهم السلام ، وهو الذى قال في مجلس مناظرة له انه يجيب بثلثماة الف حديث من احاديث اهل البيت عليهم السلام.
وقال الشيخ : أخبرنا بجميع كتبه أحمد بن عبدون عن محمد بن احمد