[وسارت](١) السبايا والأسرى ، فقدم القوم على أبي بكر [بالفتح](٢) والسبايا والأسرى ، فدعا بالأشعث ، وقال : استزلّك بنو وليعة ، ولم يكن لتستزلهم ـ ولا يرونك كذلك أهلا ـ وأهلكوا وأهلكوا ، أما تخشى أن تكون دعوة رسول الله صلىاللهعليهوسلم قد وصل إليك منها طرف ، ما تراني صانعا بك؟ قال : إني لا علم لي برأيك ، وأنت أعلم برأيك ، قال : فإني أرى قتلك. قال : فإني أنا الذي راوضت القوم في عشرة ، فما يحلّ دمي ، قال : أفوّضوا القوم إليك؟ قال : نعم ، قال : ثم أتيتهم بما فوّضوه إليك يختموه لك؟ قال : نعم ، قال : فإذا وجب الصلح بعد ختم الصحيفة على من في الصحيفة ، وإنما كنت قبل ذلك مراوضا ، فلما خشي أن يوقع به ، قال : أو تحتسب فيّ خيرا فيطلق أساري ويقيلني عثرتي ويقبل إسلامي وتفعل بي مثل ما فعلت بأمثالي وتردّ علي زوجتي ـ وكان قد خطب أم فروة بنت أبي قحافة إلى أبي قحافة مقدمه على رسول الله صلىاللهعليهوسلم فزوجه وأخّرها إلى أن يقدم الثانية ، فتوفي رسول الله صلىاللهعليهوسلم وفعل الأشعث ما فعل فخشي أن لا ترد عليه ـ تجدني خير أهل بلادي لدين الله فتجافى له عن دمه ، وقبل منه وردّ عليه أهله ، وقال : انطلق فليبلغني عنك [خير](٣) وخلا النفر فذهبوا وقسم أبو بكر السبي فباعه في الناس وترك الخمس ، فاقتسم الجيش أربعة أخماس.
أنبأنا أبو علي بن نبهان (٤).
ثم أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو طاهر أحمد بن الحسين الباقلاني ، قالا : أنا أبو علي بن شاذان ، أنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم البغوي ح.
قال الأنماطي : وأنا طراد ، أنا أحمد بن علي بن الحسين بن البادّا (٥) ، أنا حامد بن محمد بن عبد الله الهروي ، قالا : أنا علي بن عبد العزيز ، نا أبو عبيد ، نا شريك ، عن إبراهيم بن مهاجر ، عن إبراهيم النّخعي ، قال : ارتدّ الأشعث بن قيس في ناس من كندة فحوصر فأخذ الأمان لسبعين رجلا منهم ، ولم يأخذ لنفسه فأتي به أبو بكر فقال : إنّا قاتلوك لا أمان لك ، فقال : تمنّ عليّ وأسلم ، فقال : ففعل وزوّجه أخته.
أخبرناه أتم من هذا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا عاصم بن الحسن ، أنا أبو
__________________
(١) زيادة عن الطبري.
(٢) زيادة عن الطبري.
(٣) زيادة عن الطبري.
(٤) بالأصل «نهبان» والصواب عن م.
(٥) كذا بالأصل ، وفي التبصير ١ / ٥٦ البادي ، قال وأخطأ من قال البادا ، وهو قول العامة ، وانظر الاكمال ١ / ٤٠٨ وفي م : «الباذا».