عمر بن مهدي ، أنا أبو العباس أحمد بن محمد بن عقبة ، نا أحمد بن يحيى الصوفي ، نا عبد الرّحمن بن شريك ، نا أبي ، نا إبراهيم بن مهاجر ، عن إبراهيم ، قال : ارتدّ الأشعث بن قيس وناس من العرب لمّا مات نبي الله صلىاللهعليهوسلم فقالوا : نصلّي ولا نؤدّي الزكاة ، فأبى عليهم أبو بكر ذلك قال : لا أحلّ عقدة عقد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ولا أعقد عقدة حلها رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ولا أنقصكم شيئا مما أخذ منكم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ولأجاهدنكم ولو منعوني عقالا مما أخذ منكم نبي الله صلىاللهعليهوسلم ، لجاهدتكم عليه ، ثم قرأ : (وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ)(١) الآية ، فتحصّن الأشعث بن قيس هو وناس من قومه في حصن ، فقال الأشعث : اجعلوا لسبعين (٢) منّا أمانا فجعل لهم ، فنزل بعد سبعين ، ولم يدخل نفسه فيهم ، فقال أبو بكر : إنه لا أمان لك ، إنّا قاتلوك قال : أفلا أدلك على خير من ذلك؟ تستعين بي على عدوك وتزوّجني أختك ، ففعل.
أنبأنا أبو سعد المطرّز وأبو علي الحداد ، قالا : أنا أبو نعيم ح.
وأخبرنا أبو علي الحداد وجماعة ، قالوا : أنا أبو بكر بن ريذة (٣) ، قالا : أنا سليمان بن أحمد ، نا عبد الرحمن بن مسلم ، نا عبد المؤمن بن علي ، نا عبد السلام بن حرب ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم ، قال : لما قدم بالأشعث بن قيس أسيرا على أبي بكر الصديق أطلق وثاقه وزوّجه أخته ، واخترط سيفه ودخل سوق الإبل فجعل لا يرى جملا ولا ناقة إلّا عرقبه ، وصاح الناس : كفر الأشعث. فلمّا فرغ طرح سيفه ، وقال : إني والله ما كفرت ، ولكن زوّجني هذا الرجل أخته ، ولو كنا في بلادنا لكانت لنا وليمة غير هذه ، يا أهل المدينة انحروا وكلوا ، ويا أصحاب الإبل تعالوا خذوا شرواها (٤).
وقد قيل إن الذي زوّجه أم فروة أبو قحافة ، فلعل قوله زوّجني أختك أدخلها عليّ أو لأن النكاح انفسخ بردّته فأراد تجديده والله أعلم.
آخر الجزء الثالث بعد المائة.
__________________
(١) سورة آل عمران ، الآية : ١٤٤.
(٢) بالأصل «السبعين».
(٣) بالأصل «زيدة» والصواب ما أثبت وضبط عن التبصير.
(٤) بغية الطلب ٤ / ١٩١٠ ـ ١٩١١.