عنه قال : فشكاني إلى سالم فقال سالم ، : ما أردت منه ، المسكين يعرف ذنوبه.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي وأبو بكر محمد بن الحسن المقرئ ، وأبو الدّر ياقوت بن عبد الله مولى ابن البخاري قالوا : أنا أبو محمد الصّريفيني ، أنا أبو طاهر محمد بن عبد الرّحمن المخلص ، أنا أبو عبد الله أحمد بن سليمان الطوسي ، نا الزّبير بن بكار الزّبيري ، حدّثني غير واحد من أصحابنا : أن سالم بن عبد الله بن عمر كان يستخلي أشعب ويضحك منه.
قال : وحدثني عمّي مصعب بن عبد الله ، حدّثني أبي عبد الله بن مصعب قال : كان أشعب بن جبير مولى عبد الله بن الزبير يجلس مع سالم بن عبد الله بن عمر في مجلسه ، وكان سالم يستخفه ويذهب به معه إلى الغابة قال : فقال لي أشعب كان سالم يذهب معه بابنين لأخيه عبيد الله غلامين ، وان معه سكينان فقال لأحدهما الوحا والآخر العجلة ، فكان الشيخ إذا غفل وقعنا بذينك السكينين في الأفنان فقطعناها بها ، أو حتى قطع خلقه الله.
قالا : وقال لي يوما : ويحك أي أشعب غنّنا ، فقلت : كيف أصنع بالشيخ أخاف منه قالا : انصت فإنه لا يبالي ، ففعلت فلم يقل لي شيئا. ثم قال لي أحدهما يوما آخر : غنني صوت كذا لصوت لي ولك إزاري هذا ، فقلت له تفعل؟ قال : نعم ، وحلف لي ، فغنيته بغناء أرق من ذلك ، فصاح بي سالم هنا حييت. هنا حييت فسكتّ.
أخبرنا أبو المعالي الحسن بن حمزة بن الشّعيري ، نا أبو بكر الخطيب ، أنا علي بن أبي علي ، أنا إسماعيل بن أبي سعيد المعدّل ، نا أبو بكر بن الأنباري ، قال : قال مصعب الزّبيري (١) : خرج سالم بن عبد الله متنزها إلى ناحية من نواحي المدينة ، هو وحرمه وجواريه ، وبلغ أشعب الخبر ، فوافى الموضع الذي هم به يريد التطفيل فصادف الباب مغلقا ، فتسوّر الحائط ، فقال له سالم : ويحك يا أشعب معي بناتي وحرمي ، فقال : (لَقَدْ عَلِمْتَ ما لَنا فِي بَناتِكَ مِنْ حَقٍّ ، وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ [ما نُرِيدُ)(٢)] فوجّه إليه سالم من الطعام ما أكل ، وحمل إلى منزله.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا وأبو منصور بن خيرون ، أنا أبو بكر الخطيب (٣) ،
__________________
(١) الخبر في الأغاني ١٩ / ١٦٥.
(٢) سورة هود ، الآية : ٧٩ وقوله «ما نريد» طمس بالأصل واستدرك الأغاني ونص الآية في القرآن الكريم.
(٣) تاريخ بغداد ٧ / ٤١ ـ ٤٢ والخبر في الأغاني ١٩ / ١٦١ ـ ١٦٢.