أنا علي بن أبي علي البصري ، أنا علي بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ الورّاق ، نا أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث ، أنا أبو داود السّنجي (١) ، قال الأصمعي عن أشعب الطّمع قال : دخلت على سالم بن عبد الله فقال لي : يا أشعب حمل إلينا جفنة من هريسة وأنا صائم ، فاقعد فكل. قال : فحملت على نفسي فقال : لا تحمل على نفسك ، ما يبقى تحمل معك قال : فلما رجعت إلى منزلي قالت امرأتي : يا مشئوم ، بعث عبد الله بن عمرو بن عثمان يطلبك ، ولو ذهبت إليه لحباك. قال : فما قلت له؟ قالت : قلت له : إنك مريض ، قال : أحسنت فأخذ [ت](٢) قارورة دهن وشيئا من صفرة ، فدخلت الحمام ثم تمرّخت به ثم خرجت فعصبت رأسي بعصابة وأخذت قصبة واتكأت عليها ، فأتيته وهو في بيت مظلم ، فقال لي : أشعب؟ فقلت : نعم ، جعلني الله فداك ما رفعت جنبي من الأرض منذ شهرين ، قال : وسالم في البيت وأنا لا أعلم ، فقال لي سالم : ويحك يا أشعب ، قال : فقلت لسالم نعم جعلني الله فداك منذ شهرين ما رفعت ظهري من الأرض ، قال فقال سالم : ويحك يا أشعب ، قال : فقلت نعم جعلت فداك مريض منذ شهرين ما خرجت. قال : فغضب سالم وخرج. فقال لي عبد الله بن عمرو (٣) : ويحك يا أشعب ما غضب خالي إلّا من شيء ، قال : قلت : نعم ، جعلت فداك غضب من أنّي أكلت اليوم جفنة من هريسة قال : فضحك عبد الله وجلساؤه وأعطاني ووهب لي ، قال : فخرجت فإذا سالم بالباب فلما رآني قال : ويحك يا أشعب ألم تأكل عندي؟ قال : قلت : بلى جعلت فداك ، قال : فقال سالم : والله لقد شكّكتني.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسن بن النّقّور ح.
وأخبرنا أبو بكر بن المزرفي ، وأبو القاسم بن السّمرقندي ، وأبو الدرّ ياقوت بن عبد الله ، قالوا : أنا أبو محمد الصّريفيني ، قالا : أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أحمد بن سليمان الطوسي ، نا الزّبير بن بكار ، حدّثني مصعب بن عبد الله ، عن مصعب بن عثمان ، قال (٤) : قال أشعب كان عبد الله بن عمرو بن عثمان ينفعني ويستخفّني ويدعوني ، فأحدّثه وألهيه ، فمرض ولهوت في بعض خرباتي أياما ، ثم جئت منزلي ، فقالت لي زوجتي بنت
__________________
(١) ضبطت عن الأنساب ، هذه النسبة إلى سنج بكسر السين ، قرية كبيرة من قرى مرو على سبعة فراسخ منها.
(٢) الزيادة عن تاريخ بغداد.
(٣) بالأصل «عمر» والمثبت عن تاريخ بغداد والأغاني وسير الأعلام ٧ / ٦٧.
(٤) الأغاني ١٩ / ١٦١ ـ ١٦٢.