أنس قال : قدم رسول الله صلىاللهعليهوسلم المدينة وأنا ابن عشر سنين ، وتوفي وأنا ابن عشرين سنة ، وكنّ أمهاتي يحثثني على خدمته ، فدخل علينا دارنا فاستقينا من بئرنا وحلبنا له من شاة لنا داجن ، فناولته فشرب ، وعن يمينه أعرابي ، وعن يساره أبو بكر ، فشرب ثم أعطى الأعرابي وقال : «الأيمن فالأيمن» [٢٣٩١].
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو علي بن المسلمة وأبو القاسم عبد الواحد بن علي بن محمد بن فهد ، قالا : حدّثنا أبو الحسن الحمّامي ، أنا أبو القاسم بن محمد السّكوني ، حدّثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي ، حدّثنا الحسن بن حمّاد الضّبّي ، حدّثنا محمد بن الحسن ، عن عبّاد المنقري ، عن علي بن زيد بن جدعان ، عن سعيد بن المسيّب ، عن أنس بن مالك قال : قدم النبي صلىاللهعليهوسلم المدينة وأنا ابن ثمان أو تسع ، وهذا مختصر (١).
أخبرناه عاليا أبو المظفّر بن القشيري ، أنا أبو سعد الجنزرودي (٢) ، أنا أبو عمرو بن حمدان ح.
وأخبرتنا أم المجتبى العلوية وأم البهاء بنت البغدادي ، قالتا : أنا إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، قالا : أنا أبو يعلى الموصلي ، حدّثنا يحيى بن أيوب ، حدّثنا محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمذاني ، حدّثنا عباد المنقري ، عن علي بن زيد ، عن سعيد بن المسيّب ، عن أنس بن مالك قال : قدم رسول الله صلىاللهعليهوسلم المدينة وأنا ابن ثمان سنين ، فأخذت أمي بيدي فانطلقت بي إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقالت : يا رسول الله إنّه لم يبق رجل ولا امرأة من الأنصار إلّا قد أتحفتك بتحفة ، وإني لا أقدر على ما أتحفك به إلّا ابني هذا ، فخذه فليخدمك ما بدا لك. فخدمت رسول الله صلىاللهعليهوسلم عشر سنين ، فما ضربني ـ زاد ابن حمدان : ضربة ، وقالا : ـ ولا سبّني سبّة ، ولا انتهرني ، ولا عبس في وجهي ، فكان أول ما أوصى لي به أن قال : «يا بني اكتم سرّي تك مؤمنا» ، وكانت أمي وأزواج النبي صلىاللهعليهوسلم يسألني (٣) عن سرّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم فلا أخبرهم به ، وما أنا بمخبر بسرّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم أحدا أبدا. وقال : «يا بنيّ عليك بإسباغ الوضوء يحبّك حافظاك ويزد في عمرك ، وتأتني» ـ وقال
__________________
(١) انظر سير الأعلام ٣ / ٣٩٨.
(٢) رسمها غير واضح بالأصل ، والصواب عن م ، ترجمته في سير الأعلام ٢٠ / ١٠١ (٦١).
(٣) كذا ، وفي المختصر : يسألنني.