فقالت : يا أبا الحسن إنّي لأستحي من إلهي أن أكلّف نفسك ما لا تقدر عليه(١) .
ومن وجودها وكرمها : إنفاقها واردات فدك للفقراء والمساكين في سبيل الله تعالى .
علماً بأنّ واردات فدك نحلتها من أبيها صلىاللهعليهوآله تبلغ في كلّ سنة سبعين ألف دينار ، يعني ما يعادل ( ٠٠٠/٧٠ ) مثقال من الذهب(٢) .
ثمّ وصيّتها ببساتينها السبعة : ( العَواف ، والدلال ، والبرقة ، والمثيَب ، والحسنى ، والصافية ، وأمّ إبراهيم ) .
وهي المسمّاة بالحوائط السبعة والعوالي ، وكانت على نصف فرسخ من المدينة المنوّرة كما في البهجة(٣) .
ومن طيب سجيّتها حنانها ومحبّتها لأبيها وبعلها وبنيها وذرّيتها وشيعتها حتّى لُقّبت بالحانية .
فتلاحظ في سيرتها المباركة شدّة محبّتها برسول الله صلىاللهعليهوآله حتّى أنّه غُشي إليها حينما رأت قميصه بعد شهادته(٤) .
وتلاحظ محبّتها لزوجها وتعبيرها عنه في وصيّتها بقولها :
( ثمّ إنّي أوصيك في نفسي وهي أحبّ الأنفس إليَّ بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله ... )(٥) .
ولم تتركه في شديد مصابها في يوم الدار ، بل أسرعت إليه لخلاصه من أيدي أعدائه كما اتّفقت عليه السِّير .
وتلاحظ محبّتها لأولادها حتّى في حال آلامها وقرب شهادتها في خدمتها
__________________________________
(١) بحار الأنوار / ج ٤٣ / ص ٥٩ .
(٢) كشف المحجّة للسيّد ابن طاووس / ص ١٨٢ .
(٣) بهجة قلب المصطفى / ص ٥١١ .
(٤) أهل البيت ، لتوفيق أبو علم / ص ١٦٦ .
(٥) بحار الأنوار / ج ١٠٣ / ص ١٨٥ .