وروي : ايمان العبد أن يكون فيه تسع خلال : يدخله الرضا في الباطل ولا يخرجه الغضب عن الحق ويحمله القدرة على تناول ما ليس له وأن يمسك الفضل من قوله ويخرج الفضل من ماله ويحسن تقديره في معيشته ويكون ذا بقيه جميلة وحسن وسخاء النفس.
وقال بعض الحكماء : لا تسعة لمن لا (١) تسعة له : لا فعل لمن عقل له ولا شرف لمن لا علم له ولا ثواب لمن عمل له ولا جزاء لمن لا دين له (٢) ولا دين لمن لا عفاف ولا صديق لمن لا خلق له ولا راى لمن لا تثبت له ولا رياسة لمن لا حلم له ولا خير فيمن لا كرم له.
وقال بعض الحكماء : تسع خصال تدعو الى المحبة : الجود المحتاج والمعونة للمستعين وحسن التفقد للجيران وطلاقة الوجه للاخوان ورعاية الغائب فيمن يخلف وأداء الامانة الى المؤتمن واعطاء الحق في المعاملة وحسن الخلق عند المعاشرة والعفو عند القدرة.
وتسعه لا ينامون : المدنف (٣) ولا طبيب له والكثير المال يخاف ماله والهائم بدم يسفكه والمتمني الشر للناس والعامل في غشهم والمحارب يخاف البيات والشاب والغارم لا مال عنده والعاشق لا يصل الى (٤) بغيته والمتطلع للسوء من أهله والمقصود بالبهت.
وقيل لحكيم : النعمة؟ فقال : هي تسعة أشياء : في الغنى فانى رأيت الفقير لا ينتفع بعيش والكون في الوطن فانى رأيت الغريب ينتفع بعيش والعز فاني رأيت الذليل لا ينتفع بعيش والامن فاني رأيت الخائف لا ينتفع بعيش والشباب فاني رأيت الهرم ينتفع بعيش والصحيح فاني رأيت السقيم لا ينتفع بعيش وحسن الخلق فاني رأيت السيئ الخلق لا ينتفع بعيش (و) وجود الزوجة الموافقة فاني رأيت من لم يتفق ذلك لا ينتفع بعيش (٥).
_________________________
(١) الزيادة منا يقتضيها السياق.
(٢) في الاصل (لا ديته له).
(٣) المدنف : المريض.
(٤) الزيادة منا يقتضيها السياق.
(٥) كذا في الاصل وهي ثمانية أشياء.