حدّثنا ابن عمّار ، حدّثنا إسماعيل بن علي مولى بني هاشم ، قال : كان بشر بن الحارث (١) يتمثل :
تعاف القذى في الماء لا تستطيعه |
|
وتكرع في حوض الذنوب فتشرب |
وتؤثر في كل الطعام ألذّه |
|
ولا تذكر المختار من أين يكتسب |
وترقد (٢) يا مسكين فوق نمارق |
|
وفي حشوها نار عليك تلهّب |
فحتى متى تستفيق جهالة |
|
وأنت ابن سبعين بدينك تلعب |
أنبأنا أبو علي الحداد ، أخبرنا أبو نعيم الحافظ (٣) ، أنشدنا محمد بن إبراهيم ، أنشدنا عبد الله (٤) بن محمد بن علي قاضي المدينة أنشدني محمد بن سهم قال : قال أهل الحديث لبشر بن الحارث حدّثنا فأنشأ يقول :
صار أهل الحديث فيهم حديثا |
|
إنّ شين الحديث أهل الحديث |
وقال : وأنشدني بشر :
وليس من يروق (٥) لي دينه |
|
يغرّني يا صاح تبريقه |
من حقق الإيمان في قلبه |
|
يوشك أن يظهر تحقيقه |
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، حدّثنا وأبو منصور بن خيرون ، أنبأنا أبو بكر الحافظ (٦) ، أخبرنا الحسن بن الحسين بن العباس النّعالي ، حدّثنا أحمد بن نصر الذّارع قال : سمعت أبا العباس أحمد بن [محمد بن](٧) مسروق يقول : سئل بشر بن الحارث عن القناعة فقال : لو لم يكن في القناعة شيء إلّا التمتع بعزّ الغناء لكان ذلك يجزي ، ثم أنشأ يقول :
أفادتني القناعة أيّ عزّ |
|
ولا عزّ أعزّ من القناعة |
__________________
(١) بالأصل وم «الحسن» الصواب ما أثبت ، فهو صاحب الترجمة.
(٢) بالأصل «وترفد» والمثبت عن المطبوعة ١٠ / ٧٥.
(٣) حلية الأولياء ٨ / ٣٥٦.
(٤) عن الحلية وبالأصل «عبد الرحمن».
(٥) عن الحلية ٨ / ٣٤٥.
(٦) تاريخ بغداد ٧ / ٧٦ الخبر والأبيات.
(٧) زيادة عن تاريخ بغداد.