ومخلد بن جعفر ، قالا : حدّثنا أحمد بن محمد بن غزوان البراثي ، قال : آخر ما سمعت من كلام (١) بشر بن الحارث. أرجف الناس بموته بباب الطاق في يوم مطير ، فجئت في المطر والطين حتى بلغت بابه ، فإذا على بابه ثلاثة نفر ، منهم شيخ يقول : إنما جئنا نعودك يا أبا نصر. فقال لهم ـ وهو يبكي : ـ لا حاجة لي في عيادتكم ، اذهبوا عني فقد آذيتموني ، وهو يبكي وقال فضيل بن عياض : أشتهي [أن] أمرض بلا عواد.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي أبو الحسين بن النّقّور ، أخبرنا أبو طاهر المخلّص ، حدّثنا أبو ذر أحمد بن محمد الباغندي ، حدّثنا إبراهيم بن هانئ النّيسابوري ، قال : سمعت أحمد بن حنبل وجاءه رجل فقال : مات بشر يا أبا عبد الله ـ فقال أحمد : رحمهالله كان فيه أنس.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، حدّثنا وأبو منصور بن خيرون ، أنبأنا أبو بكر الخطيب (٢) ، أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ ، حدّثنا إسماعيل بن علي الخطبي ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : قلت لأبي يوم مات بشر بن الحارث : مات بشر فقال : رحمهالله لقد كان في ذكره أنس ـ أو فيه أنس ـ ثم لبس رداءه وخرج وخرجت معه فشهد جنازته. وقال أبو عبد الرّحمن عبد الله بن حنبل : مات بشر سنة سبع وعشرين قبل المعتصم بستة أيام.
قال : وأخبرنا محمد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا أحمد بن إسحاق بن وهب البندار ، حدّثنا علي بن أحمد بن النضر ، قال : ومات بشر بن الحارث سنة سبع وعشرين.
كتب إليّ أبو سعد محمد بن محمد المطرّز ، وأبو علي الحداد ، وأبو القاسم غانم بن محمد بن عبيد الله التّنوخي ، ثم أخبرنا أبو المعالي عبد الله بن أحمد بن محمد ، أنبأنا أبو علي الحداد ، قالوا : أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا أبو بكر عبد الله بن يحيى بن معاوية الطّلحي ح.
وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أخبرنا أبو علي بن المسلمة وأبو القاسم
__________________
(١) عن تاريخ بغداد وبالأصل : سمعت كلامي بشر.
(٢) تاريخ بغداد ٧ / ٧٩.