الكشوري (١) ، حدّثني محمد بن يوسف ، أنبأنا بكر بن عبد الله بن الشرور ، أخبرني عبد الصمد بن معقل قال : سمعت وهبا يقول : قاتل فرعون من الفراعنة أمة موسى بعده فلم يستطعهم ، فبعث إلى السحرة والكهنة فقال : دلوني على أمر أقوى عليهم. قالوا : فيهم إرث من علم ، وهم أمية أمة موسى ولا يقوى عليهم إلّا بلعام منهم ، فبعث إلى بلعم بن باعوراء وهو الذي قال الله (آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها) .. (وَلكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَواهُ) قال : ركن إلى الدنيا فخرج إليه فأجابه فركب (٢) أتانا ، وكانت الأنبياء تركب الأتن فسار حتى إذا كان في بعض الطريق ربضت ، فضربها وأخلف عليها بالضرب ، فالتفتت إليه فقالت : من ألجأك إلى هذا؟ أترى ما بين يديك؟ فنظر فإذا جبريل عليهالسلام فقال : ما كان ينبغي لك أن تخرج المخرج الذي خرجته ، فإذا فعلت فقل حقا تقدم عليه ، فأمر له بالفرش والخدم والمال ، فأخذ وقال : ادع لي على عدوّي هؤلاء دعوة أنصر عليهم ، قال : غدا ، فلما التفت (٣) الفتيان قال بنو إسرائيل : وأمة موسى مباركة ومبارك من بارك عليهم ، وملعون من لعنهم ، فقال صاحبه الذي بعثه له : ما زدتنا إلّا خبالا قال : غدا ، فلما تراءت الفئتان قال مثل الذي فعاتبه فقال له كما قال فما استطعت إلّا ما رأيت ، ولكني أدلك على شيء إن فعلته وأصابوه نصرت عليهم. [قال : وما هو قال](٤) تقصد إلى نساء شباب حسان ، فنحمل عليهن الحلي والعطر ثم تبثهن في العسكر فإن أصابوهن خذلوا ، ففعل فما تعرض لهن إلّا رجل واحد بواحدة حبسها في خيمته ، فجاشهم الموت جوشة أذهب ثلثهم [ففزعوا لذلك وقالوا : لقد أحدثنا حدثا ، ففتشوا المنازل فوجدوه على بطنها](٥) فشكوهما بالحربة وقتلوهما ، فرفع الموت عنهم.
أنبأنا أبو محمد الأكفاني ، أنبأنا عبد العزيز الكتاني ، أنبأنا [أبو] محمد بن أبي نصر قال : وحدّثنا عبد العزيز ، أنبا عبد الوهاب الميداني ، أنبأنا أبو سليمان بن زبر ، قالا : أنبأنا العابد أبو محمد عبد الله بن أحمد الفرغاني ، أخبرنا محمد بن جرير الطبري (٦) :
__________________
(١) رسمها مضطرب بالأصل ، والمثبت والضبط عن الأنساب ، هذه النسبة إلى كشور قرية من قرى صنعاء اليمن.
ذكره السمعاني : عبيد الله.
(٢) بالأصل : تركب.
(٣) في المطبوعة ١٠ / ٢٦٩ التقت الفئتان.
(٤) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم واستدرك عن المطبوعة ١٠ / ٢٦٩.
(٥) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم واستدرك عن المطبوعة ١٠ / ٢٦٩.
(٦) تاريخ الطبري ١ / ٤٣٧ و ٤٣٨.