يضرب ثناي والدي أمامنا ، ولذا لم أطق تحمّل هذا العمل الشنيع منه وألقيت بنفسي على الرأس الشريف مخاطبة يزيد : ما ذنب هذا الرأس حتّى تضربه؟! فتعجّب يزيد اللعين من جرأتها وتساءل قائلاً : من أنت؟ فقلت : أنا سكينة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام (١).
عندما أُدخل الأسارى في مجلس يزيد «اللعين وابن اللعين» خاطبه الإمام السجّاد عليه السلام قائلاً : ما ظنّك يا يزيد بجدّي رسول الله صلى الله عليه واله لو رآنا على هذا الحال ماذا تجيبه؟! ولمّا سمع يزيد هذا الكلام من الإمام عليه السلام أمر بفكّ الأغلال والقيود منهم وأشار على النساء أن يجلسن.
وفي بعض الأخبار أنّه لعنه الله أمر بمقراض من حديد وأخذ بيده المشؤومة يقصّ الأغلال التي في عنق الإمام السجّاد عليه السلام ويقول له : لاأُريد أن يمنّ عليك أحد غيري.
ثمّ إنّه أمر يحضروا طشتاً من ذهب ويضعوا رأس سيّد الشهداء ءعليه السلام فيه ، ولمّا شاهدت عقيلة الهاشميين هذا المنظر صاحت بصوت يفتّ الصخر : يا حسيناه ، يا حبيب رسول الله صلى الله عليه واله ثمّ صاحت ثانية : يا أبا عبدالله ، عزيز عليَّ أن أراك على هذا الحال ، عزيز عليك تنظر حالي اليوم.
وبعد أن فرغت العقيلة زينب عليها السلام من خاطبها احتضنت الرأس الشريف ، وإذا بنور يسطع من نحو السماء أدهش جميع الحاضرين.
وفي بعض الأخبار : أنّ شفتي سيّد الشهداء عليه السلام أخذ يتلو قوله تعالى : (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) (٢).
ولذا فإنّ يزيد اللعين أحسّ أنّه سيفتضح فحاول أن يشغل الحاضرين عن هذه
__________________
(١) راجع أمالي الصدوق ص ٢٣٠ ، بحار الأنوار ج ٤٥ ص ١٥٤ ، روضة الواعظين ج ١ ص ١٩١.
(٢) سورة الشعراء : ٢٢٧.