ونقل العلّامة المقرّم قدس سره : عندما شجب مبعوث ملك الروم جنايات يزيد أمر اللعين بقتله فنظق الرأس الشريف بلسان فصيح وقال : لا حول ولا قوّة إلّا بالله.
ونقل العلّامة المقرّم أيضاً فقال : عندما نصب الرأس الشريف على شجرة اجتمع الناس حوله من كلّ صوب وشاهدوا كيف يسطع النور منه وهو يردّد قائلاً : (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) (١).
وقد سمع سلمة بن كهيل الرأس الشريف يقرأ قوله تعالى : (فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (٢) وهناك الكثير من القصص المشابهة لمثل هذه الوقائع ومنها قصّة يحيى الحراني التي مرّ ذكرها.
بعد أن تجاسر يزيد الطاغية على رأس سيّد الشهداء عليه السلام وصنع ما صنع أمر أن ينصب في مسجد الجامع في دمشق في نفس المكان الذي نصب فيه رأس نبي الله يحيى ابن زكريا عليهما السلام (٣).
يقول أحد الرواة : كنت عند يزيد ، فدخلت عليه امرأة لم أر مثلها في وقارها وعفّتها ... وبمجرّد أن رأت المرأة الرأس الشريف موضوعاً أمام يزيد التفتت إليه وقالت : رأس من هذا؟ قال : رأس الحسين بن علي عليهما السلام. فقالت : أُقسم بالله أنّه ليعزّ على جدّه رسول الله صلى الله عليه واله وأُمذه فاطمة ووالده علي بن أبي طالب عليهم السلام أن يرونه على هذا الحال.
والله لقد رأيت البارحة في عالم الرؤيا أنّ أبواب السماء قد فتحت وهبط خمسة
__________________
(١) سورة الشعراء : ٢٢٧.
(٢) سورة البقرة : ١٣٧.
(٣) راجع : سيرة أعلام النبلاء ج ٣ ص ٣١٩ ، الاتحاف بحبّ الأشراف ص ٦٩ ، جواهر المطالب ج ٢ ص ٢٩٩ ، بحارالأنوار ج ٤٥ ص ١٤٥.