من الملائكة في أيديهم من نار وهو يقولون : لقد أمرنا الله عزّوجلّ بحرق دار يزيد.
وما أن سمع اللعين هذا الكلام إذا به يغتاظ وتنتفخ أوداجه ويقول : الويل لك ، فوالله لأقتلنّك شرّ مقتلة.
فقالت المرأة ، وماذا أصنع لتعفو عنّي؟! قال يزيد : تصعدين المنبر وتنالين من علي وأولاده. قالت : لا بأس ، عليك بجمع الناس.
فارتقت المرأة المنبر وخاطبت الناس قائلة : أيُّها الناس إنّ يزيد أمرني أن أنال من علي بن أبي طالب عليهما السلام والحال أنّه ساقي العطاشى يوم المحشر من نهر الكوثر وهو حامل لواء رسول الله صلى الله عليه واله ووالد السبطين الحسن والحسين عليهما السلام سيّدا شباب أهل الجنّة.
أيّها الناس اسمعوا ما أقول لكم : ألا لعنة الله وجميع اللاعنين على يزيد وكلّ من تابع وشايع في قتل سيّد الشهداء عليه السلام وصلّى الله على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام إلى قيام يوم الدين ... حييت على ذلك وأموت عليه إلى يوم البعث. وإذا بيزيد يمتلأ غيظاً من كلامها ويقول : من هذه المرأة؟! خذوها ، فنهض لعين من أتباعه وشهر سيفه وقتلها.
وفي بعض الأخبار أنّ هذه المرأة كانت زوجة يزيد استيقظت من النوم بعد أن رأت رؤيا عجيبة جعلتها تلطم على وجهها وتشقّ ثيابها الفاخرة وهي تخاطب يزيد ببكاء ونحيب قائلة : دع عنك يايزيد ظلم ذرّية فاطمة عليهم السلام ثمّ قصّت رؤياها التي رأتها في المنام (١).
وقد نقل أبو مخنف هذه القصّة بشكل آخر فلتراجع.
يقول منصور بن الياس : بعد أن زيّنت الشام فرحاً بورود السبايا أراد حامل الرأس الشريف الدخول إلى المدينة فلم يطاوعه جواده ، فأمر بجواد آخر فلم يطاوعه هو الآخر
__________________
(١) تذكرة الشهداء ص ٤١٩.