فالحمدلله الذي ختم لأوّلنا بالسعادة والرحمة ، ولآخرنا بالشهادة والمغفرة.
وأسأل الله أن يكمل لهم الثواب ، ويوجب لهم المزيد ، وحسن المآب ، ويختم بنا الشرافة ، إنّه رحيم ودود ، وحسبنا الله ونعم الوكيل ، نعم المولى ونم النصير» (١).
الإمام الباقر يعظ يزيد
حينما أُدخل أهل البيت عليهم السلام مجلس يزيد أخذ اللعين يتجاسر عليهم ويقول لجماعته : لقد أمرت بقتل كافّة رجالهم ، فلم يبق سوى هؤلاء النسوة والأطفال المقيّدين ، فماذا تشيرون أن أفعل بهم؟ فقال الجميع وبلا تردّد : مر بقتلهم كي لا يبقى من نسل علي أحد فوق الأرض.
آنذاك قام الإمام الباقر وكان إمّا عمره سنتين وشهور أو خمس سنوات وكان مع الأسارى مقيّداً فحمد الله وأثنى عليه وقال : يزيد لي أن أتكلم.
فتعجّب اللعين من جرأته وجسارته وقال : قل ماذا تريد؟
فقال الإمام عليه السلام : لقد أشار عليك هؤلاء بخلاف ما أشار جلساء فرعون عليه حيث شاورهم في موسى وهارون ، فإنّهم قالوا له : أرجه وأخاه ، وقد أشار هؤلاء بقتلنا ، ولهذا سبب. فقال يزيد : وما السبب؟ فقال عليه السلام : إنّ هؤلاء كانوا الرشدة وهؤلاء لغير رشدة ، ولا يقتل الأنبياء وأولادهم إلّا أولاد الأدعياء فأمسك يزيد مطرقاً (٢).
وأفظع الكلّ دخول الطاهرة |
|
حاسرة على ابن هند العاهرة |
وما لها ومجلس الشراب |
|
وهي ابنة السنّة والكتاب |
__________________
(١) مقتل الخوارزمي ٢ / ٦٣ ، وانظر : مثير الأحزان : ١٠١ ، الملهوف : ٢١٥ ، الاحتجاج ٢ / ١٢٣ ، الحدائق الوردية لحميد بن زيد اليماني ، بحار الأنوار ٤٥ / ١٣٣ ، أعلام النساء ٢ / ٩٥ لعمر رضا كحالة ، وغيرهم. المترجم.
(٢) إثبات الوصيّة ص ١٤٥.