من حياة الإمام زين العابدين عليه السلام
إنّ الإمام علي بن الحسين عليه السلام الملقّب بزين العابدين والسجّاد هو الابن الأرشد للإمام الحسين عليه السلام وأُمّه ابنة ملك الفرس يزدجر وتدعى بـ (شاه زنان) (١) ، وهو الولد الوحيد الذي بقي من أبناء الإمام الحسين عليه السلام ثلاثة. إذ أنّ بقيّة أُخوته ـ علي الأكبر وعلي الأصغر وعبدالله الرضيع ـ قد استشهدوا يوم عاشوراء.
ولا يخفى أنّ الإمام السجّاد عليه السلام قد رافق الإمام الحسين عليه السلام إلى كربلاء إلّا أنّ المصلحة اقتضت أن يتمرّض بشدّة حتّى كلّ وعجز عن حمل السلاح والخروج إلى ميدان الشهادة فبقي بعد أبيه يكفل الأُسارى والعيال حيث أُخذ أسيراً إلى الشام وجرى عليه ما جرى من المصائب والويلات ثمّ عاد مع قافلة الأُسارى إلى مدينة جدّه رسول الله صلى الله عليه واله.
الجدير ذكره أنّ الإمام السّجاد عليه السلام قد أُخذ أسيراً مرّة أُخرى إلى الشام في عهد الطاغية عبدالملك حيث قادوه عليه السلام مغلولاً بالقيود والحبال ثمّ رجع إلى وطن جدّه المصطفى صلى الله عليه واله وحيث إنّ الأوضاع السياسية في عهده عليه السلام كانت مضطربة وشديدة فقد
__________________
(١) حسب المصادر الموجودة لدينا أنّ أسماء والدة الإمام السجّاد هي : شهربانو ، شهربانويه ، شاه زنان ، جهان شاه ، شهر ناز ، جهان بانويه ، خولة ، بزه ، سلافة ، غزالة ، سلامة ، حرار ، مريم ، فاطمة ، ومن بين هذه الأسماء فإنّ اسم شهر بانوا هو المشهور.
وقد بلغت هذه الشهرة حدّاً أن يوجد مزار لها بالقرب من مدينة «شهر ري» في أحد الجبال يعرف بمقام السيّدة «شهر بانو».
وقد ذكر الشيخ الصدوق فقال : إنّ والدة الإمام زين العابدين عليه السلام توفّيت أثناء الوضع وقد ربّته عليه السلام أمة من اماء سيّد الشهداء عليه السلام.