كنوز المعارف الإلهية ولكن بأُسلوب الدعاء ومناجاة الله عزّوجلّ.
وقد اشتهرت هذه الصحيفة بين العلماء والعظماء بـ «انجيل أهل البيت عليهم السلام» و «زبور آل محمّد عليهم السلام» فكما أنّ انجيل نبي الله عيسى عليه السلام وزبور نبي الله داود عليه السلام يحتويان على الحكم وكنوز المعارف الإلهية كذلك هي الصحيفة السجّادية ، فهي تضمّ بين طيّاتها للعديد من المعارف الإسلامية الكفيلة بتحقيق التوفيق والسعادة للبشرية على مرّ التاريخ.
الملفت للانتباه أنّ الكثير من العلماء الأعلام في اجازاتهم كما أشار إلى ذلك المحدّث النوري قدس سره في مستدرك الوسائل ـ يعبّرون عن الصحيفة السجّادية ـ بـ «أخت القرآن» إذ أنّ هذين الكتابين بمكانة من القداسة.
إنّ أشهر كنى الإمام السجّاد عليه أفضل الصلاة والسلام هما : أبو الحسن وأبو الحسن ، أمّا ألقابه فهي كثيرة منها : زين العابدين ، سيد الساجدين والعابدين ، الزكي ، الأمين ، السجّاد ، وذوالثفنات.
وقد كان نقش خاتمه كما ورد في الخبر عن الإمام الصادق عليه السلام هو : «الحمد لله العلي» وفي رواية الإمام الباقر عليه السلام أنّ نقشه كان هو : «العزّة لله» و «شقي قاتل الحسين ابن علي عليهما السلام» وفي الخبر عن الإمام الباقر عليه السلام أنّه قال : كان لأبي عليه السلام في موضع سجوده آثار ناتئة وكان يقطعها في السنة مرّتين في كلّ مرّة خمس ثفنات ، فسمّي ذوالثفنات لذلك (١).
جمع الإمام السجّاد عليه السلام نجابت العرب والعجم ، فهو ابن الخيرتين أباً وأُمّاً وإلى ذلك يشير رسول الله صلى الله عليه واله قائلاً : إنّ من عباده خيرتين ، فخيرته من العرب القريش ومن
__________________
(١) علل الشرائع ص ٢٣٢ ح ١ ، بحار الأنوار ج ٤٦ ص ٦ ح ١٠.