ولا وفّق لإصلاح بين اثنين إلّا سجد ، وكان أثر السجود في جميع مواضع سجوده فسمّي السجّاد لذلك (١).
جاء في كتاب حديقة الشيعة أنّ طاووس اليماني قال : دخلت حجر إسماعيل ليلة فرأيت علي بن الحسين عليهما السلام في السجود وهو يكرّر كلاماً فأصغيت جيّداً فإذا هو يقول : إلهي عبيدك بفنائك مسكينك بفنائك فقيرك بفنائك» فما أصابني بلاء أو مرض أو ألم فصلّيت وسجدت وقلتها إلّا كشف عنّي وفرّج بي.
والفناء في اللغة فضاء البيت أي عبدك ومسكينك والمحتاج إليك واقف ببابك منتظر رحمتك ورأفتك ، فمن قالها بإخلاص رأى أثرها وقضيت حاجته (٢).
روى الشيخ الصدوق قدس سره عن الإمام الباقر عليه السلام أنّه قال : كان علي بن الحسين عليهما السلام يصلّي في اليوم والليلة الف ركعة كما كان يفعل أمير المؤمنين عليه السلام ، وكانت له خمس مائة نخلة فكان يصلّي عند كلّ نخلة ركعتين ، وكان إذا قام في صلاته عشي لونه لون آخر ، وكان قيامه في صلاته قيام العبد الذليل بين يدي الملك الجليل ، كانت أعضاؤه ترتعد من خشية الله عزّوجلّ ، وكان يصلّي صلاة مودّع يرى أنّه لا يصلّي بعدها أبداً (٣).
روي أنّ الإمام زين العابدين عليه السلام دعا مملوكه مرّتين فلم يجبه وأجابه في الثالثة ، فقال له : يابني أما سمعت صوتي؟ قال : بلى ، قال : فما لك لم تجبني؟ قال : أمنتك ، قال :
__________________
(١) علل الشرائع ص ٢٣٢ باب ١٦٦ ح ١.
(٢) منتهى الآمال ج ٢ ص ٢٠.
(٣) منتهى الآمال ج ٢ ص ١٣ ـ ١٤.