الحمدلله الذي جعل مملوكي يأمنني (١).
وفي رواية أُخرى : أنّ الإمام عليه السلام كان عنده قوم ضيوف ، فاستعجل خادماً له بشواء كان في التنور ، فأقبل به الخادم مسرعاً فسقط السفود منه على رأس بني للإمام عليه السلام تحت الدرجة فأصاب رأسه فقتله ، فقال الإمام السجّاد عليه السلام للغلام : وقد تحيّر واضطرب : أنت حرّ فإنّك لم تتعمّده ثمّ أخذ في جهاز ابنه ودفنه (٢).
ونقل صاحب المناقب عن المدائني : أنّه لمّا انتسب الإمام السجّاد عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه واله قال يزيد لأحد جلاوزته : أدخله في هذا البستان واقتله وادفنه فيه ، فأدخله البستان وجعل يحفر القبر والإمام السجّاد عليه السلام يصلّي ، فلمّا همّ بقتله ضربته يد من الهواء فخرّ لوجهه وشهق ودهش ، فرآه خالد بن يزيد ، فانقلب إلى أبيه فقصّ عليه الخبر ، فأمر يزيد بدفن الرجل في الحفرة ، قال المدائني : وموضع حبس زين العابدين عليه السلام هو اليوم مسجد (٣).
روي الإمام الباقر عليه السلام قال : أوصاني أبي فقال : يا بني لا تصحبنّ خمسة ولا تحادثهم ولا ترافقهم في طريق ، فقلت : جعلت فداك يا أبة وما دونها؟ قال : يطمع فيها ثمّ لا ينالها ، قال : قلت : يا أبة ومن الثاني؟ قال : لا تصحبنّ البخيل فإنّه يقطع بك في ماله أحوج ما كنت إليه ، قال : فقلت : ومن الثالث؟ قال : لا تصحبنّ كذّاباً فإنّه بمنزلة السراب يبعد منك القريب ويقرّب منك البعيد ، قال : قلت : ومن الرابع؟
قال : لا تصحبنّ أحمق فإنّه يريد أن ينفعك فيضرّك ، قال : قلت : يا أبة من
__________________
(١) كشف الغمّة ج ٢ ص ٢٩٩.
(٢) كشف الغمّة ج ص ٢٩٣.
(٣) المناقب ج ٤ ص ١٧٣.