اعلم أنّه وقع اختلاف كبير بين العلماء في وفاة الإمام السجّاد عليه السلام والمشهور أنّه استشهد في أحد الأيّام الثلاثة التالية وهي : إمّا الثاني عشر من محرّم أو الثامن عشر أو الخامش والعشرون منه في السنة الخامسة والتسعين أو الرابعة والتسعين للهجرة ، وسمّيت سنة وفاته عليه السلام بـ «سنة الفقهاء» لكثرة موت الفقهاء والعلماء فيها.
وفي رواية عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال : لمّا كان الليلة التي وعدها علي ابن الحسين عليهما السلام قال لمحمّد : يا بني أبغي وضوءاً ، قال : فقمت فجئت بوضوء ، قال : لا ينبغي هذا فإنّ فيه شيئاً ميّتاً ، قال : فخرجت بالمصباح فإذا فيه فأرة ميتة ، فجئته بوضوء غيره.
قال : فقال : يا بني هذه الليلة التي وعدتها (١).
وعن الإمام الرضا عليه السلام قال : لمّا حضر علي بن الحسين عليه السلام الوفاة أُغمي عليه ثلاث مرّات فقال في المرّة الأخيرة : الحمدلله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوّأ من الجنّة حيث نشاء فنعم أجر العاملين ، وفي الكافي أضاف على الخبر أنّه عليه السلام قرأ سورة الواقعة وسورة الفتح ثمّ تلا الآية الكريمة (٢).
ونقل أنّه عليه السلام في ساعات الاحتضار دعا الإمام الباقر عليه السلام وضمّه إلى صدره وأوصاه بوصيّه أبيه الحسين عليه السلام فقال : إيّاك وظلم من لا ناصر له سوى الله (٣).
وعن الراوندي أنّ علي بن الحسين عليهما السلام كان يقول عند الموت : اللهمّ ارحمني فإنّك كريم ، اللهمّ ارحمني فإنّك رحيم ، فلم يزل يردّدها حتّى توفّي عليه السلام (٤).
وبعد أن توفّي الإمام عليه السلام حضر الجميع جنازته ما عدا «سعيد بن المسيّب»
__________________
(١) منتهى الآمال ج ٢ ص ٥٩ ـ ٦٠.
(٢) جلاء العيون ص ٥٠٠.
(٣) الكافي ج ٢ ص ٢٤٩.
(٤) دعوات الراوندي ص ٢٥٠ ح ٧٠٤.