ويحتمل أن يكون بعض هؤلاء ينسبون إلى سيّد الشهداء عليه السلام عن طريق بني هاشم إذ أنّ الإمام الحسين عليه السلام كان أبو الأيتام وكافلهم (١) ، وقال آية الله الميرزا حبيب الله أيضاً حول يتيمة الشام التي توفّيت في الخرابة : ربما كان اسمها رقية وقد كانت من بنات سيّد الشهداء عليه السلام إذ أنّ المزار العظيم الذي هو في خرابات الشام ينسب إليها وهو معروف بمزار السيّدة رقيّة (٢).
تحقيق مختصر حول السيّدة رقيّة
إنّ كلمة رقيّة في الأصل مأخوذة من الارتقاء بمعنى الصعود إلى الأعلى والترقّي. وقد كان هذا الاسم قبل الإسلام موجوداً أيضاً ، ففي التاريخ أنّ اسم إحدى بنات هاشم –جدّ الرسول ـ كان رقيّة ، وهي عمّة والد النبي صلى الله عليه واله (٣) والمرأة الثانية التي كان اسمها رقيّة هي ربيبة النبي صلى الله عليه واله من السيّدة خديجة بنت خويلد ، ناهيك عن بنات الأئمّة عليهم السلام اللواتي سمّين برقيّة ومنهنّ ابنة الإمام الحسن المجتبى عليه السلام (٤) وابنتين للإمام الكاظم عليه السلام وهما رقيّة ورقيّة الصغرى.
وينبغي الاشارة أنّ أكثر المحدّثين أشاروا أنّ السيّد الشهداء ابنتين هما فاطمة والسيّدة سكينة إلّا أنّ ابن شهر آشوب ومحمّد بن جرير الطبري الشيعي أشارا أنّ للإمام الحسين عليه السلام ثلاث بنات وهنّ : سكينة ، وفاطمة وزينب.
ومن المحدّثين القدماء فقط علي بن حسين الإربلي صاحب كتاب «كشف الغمّة في معرفة الأئمّة» والذي ألّفه عام ٦٨٧ ه نقل عن «كمال الدين» فقال : إنّ للإمام
__________________
(١) تذكرة الشهداء آية الله الملّا حبيب الكاشاني ص ١٩٣.
(٢) منتخب التواريخ ص ٢٩٩.
(٣) بحار الأنوار ج ١٥ ص ٣٩.
(٤) ترجمة الإرشاد للمفيد ج ٢ ص ١٦.