ماءً وما أن أراد سيّد الشهداء عليه السلام الذهاب إلى ميدان إذا بالسيّدة رقية عليها السلام تأخذ بأذياله من جديد وهي تقول : أبتاه أين تمضي عنّا؟
فأخذها الإمام الحسين عليه السلام في حضنه ثانية وطيّب خاطرها وهدّأ من روعها ثمّ ودّعها بقلب حزين (١).
وا إماما إذ يودّع أهليه |
|
ويرمي بطرفه للخيام |
زينب أُخته تنوح بشجو |
|
ثمّ تدعو لواحد العلّام |
وتناديه يا أخي يابن أُمّي |
|
أظلمت بعد فقدكم أيّامي |
يا أخي هذه سكينة تبكي |
|
قد أهلّت دموعها بالسجام |
تستجير العدا بطرف كليل |
|
وفؤاد مؤله مستهام |
يا أخي فاطم تدور وترتاع |
|
لما نالها من الآلام |
خانها دهرها فأضحت بذلّ |
|
بعد عزّ ونعمة واحتشام |
يا أخي هذه بناتك بالذلّ |
|
أُسارى وما لهنّ محامي |
يا أخي هذه الأسارى حيارى |
|
ساترات الوجوه بالأكمام |
كم حسان وكم ربيبة خدر |
|
صرن من غير برقع ولثام |
يا أخي لو ترى علياً بقيد |
|
ناكس الرأس ذلّة للرغام |
يا أخي هدّ حزن فقدك ركني |
|
وكساني النحول ثوب سقام |
يا أخي خانني الزمان بصبري |
|
وجفا عن جفون عيني منام |
يا أخي أظلم الزمان علينا |
|
بعدما كان ضاحكاً بابتسام |
على الرغم أنّ كلّ وقائع وداع سيّد الشهداء عليه السلام مع أهل بيته عليهم السلام مؤلمة ومحزنة إلّا أنّ الوداع الأخير وهو وداعه مع عزيزة قلبه الصغيرة السيّدة رقيّة عليها السلام أكثر حزناً وأشدّ
__________________
(١) وقائع عاشوراء للسيّد محمّد تقي مقدّم ص ٤٥٥ ، حضرة رقية للشيخ علي الفلسفي ص ٥٥٠.