ولهفي لها بين العراق وجلق |
|
إذ هو جلا خلفن قابلن هوجلا |
ولهفي لها في أعنف السير والسرى |
|
تأمّ زينب بالشآم مضلّلا |
فلمّا رآها في حبائل سرّه |
|
تهلّل مسروراً وأبدى التغزّلا |
ونادى برأس السبط ينكث ثغره |
|
وينشد أشعاراً بها قد تمثّلا |
نفلّق هاماً من رجال أعزّه |
|
علينا وهم كانوا أحقّ وأجملا |
ألا فاعجبوا من ناكث ثغر سيداً |
|
له أحمد يمسي ويضحى مقبلا |
له عذّب الرحمن ماسح وابل |
|
وعذّب أصحاب السقيفة أوّلا |
أُولئك في يوم السقيفة أفسدوا |
|
جميع الورى جيلاً فجيلاً لهم تلا |
في الخبر عن الشيخ الصدوق قدس سره أنّه عبّر عن خرابة الشام بالحبس والسجن إذ أنّ أهل البيت عليهم السلام حصروا فيها ومنعوا من ملاقاة الناس.
ونقل الشيخ الصدوق قدس سره في موضع آخر فقال : إنّ يزيد أمر بنساء الحسين عليه السلام ، فحبسن مع علي بن الحسين عليهما السلام في محبس لا يكنّهم من حرّ ولا قرّ ، حتّى تقشّرت وجوههنّ (١).
والمشهور أنّ السيّدة رقيّة عليها السلام استشهدت في هذه الخرابة ، أمّا كم عاشت فيها إلى يوم شهادتها فهذا ممّا لم يحرزه المؤرخون.
نعم ، إنّ ورود أهل البيت عليهم السلام الشام كما صرّح الكثير من المؤرخين كان في غرّة شهر صفر وشهادة السيّدة رقيّة عليها السلام في الخامس من صفر ممّا يدلّ على أنّها بقيت في الخرابة أربعة أيّام إلّا أنّ هناك أقوالاً أُخرى.
وقال الإمام السجّاد عليه السلام : عندما أودعونا خرابة الشام صبّوا علينا أنواع العذاب ، ففي أحد الأيّام رأيت عمّتي زينب عليها السلام قد جعلت «القدر» على النار فتساءلت منها
__________________
(١) أمالي الصدوق ص ١٠١.