يريد ملاقاتك ، ففتحوا له الباب وأذنوا له بالدخول وإذا به يدخل بحذاءه ، فلم يعتن به آية الله السيستاني للحظات ثمّ التفت إليه وقال : أما تستحي تطأ الفرش النبوي بحذاءك؟!
فخرج المعتمد وخلع حذاءه ثمّ عاد وأخرج سلاحاً وورقة من جيبه وقال : هذا حكم اعدامك قد صدر من المركز ، فماذا تقول أُنفّذ الحكم أم تسكت وتحترم نفسك؟!
فكشف آية الله السيستاني عن صدره وقال : يابن الخرابات وربيبها تهدّدني؟! اذهب وافرغ السلاح في رأسك!
يقول السيّد حسين در افشان : نظرت إلى المعتمد وإذا بعينيه تدمع ويقول : إنّ أُمّي تعرف ابن من أنا ـ ومراده بذلك أنّني ولد حلال ولست ابن زنا ـ ثمّ وضع سلاحه في جيبه ومضى.
آنذاك التفت ابن عم آية الله السيستاني (١) وقال له : لماذا لم تتق منه؟ أتريد أن تيتّم العالم؟!
فقال آية الله العظمى السيستاني : أُدن منّي ، فدنا السيّد محمّد وجلس بالقرب منه ، حينها التفت آية الله العظمى السيستاني إليه وقال : رأيت البارحة إنّني في خرابة الشام وقد كان جميع أُسارى كربلاء فيها وعلى رأسهم جدّتي الصدّيقة الزهراء عليها السلام ، وحينما دخلت الخرابة أشارت عليَّ جدّتي الزهراء عليها السلام ودعتني أن أدنو منها ، فدنوت منها حتّى أخذتني في حجرها وجعلت تقبّلني وتقول : ولدي قل ولا تخف فأنا أحفظك.
ثمّ التفت آية الله السيستاني إلى السيّد محمّد وقال : إن الذي تحفظه مثل الصدّيقة الزهراء عليها السلام لا يعبأ بمثل هؤلاء الذئاب.
نقل حجّة الإسلام والمسلمين الشيخ محمّد مهدي تاج اللنگرودي في كتابه
__________________
(١) هو آية الله العظمى السيّد محمّد باقر مجتهدي السيستاني والد المرجع الكبير سماحة آية الله العظمى السيّد علي السيستاني دام ظلّه العالي.